استقال باتريك أم أُقيل النتيجة واحدة.. هل سيأتي غريفيث بآخر ينفذ "تفسير" الحوثيين لاتفاق الحديدة؟

السياسية - Wednesday 23 January 2019 الساعة 08:09 pm
المخا، نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

التوقف عند صحة استقالة رئيس لجنة التنسيق الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت من عدمها لا يؤخر أو يقدم شيئاً. لقد غادر باتريك وانتهى الأمر كما يقال.

سواءً استقال الجنرال الهولندي المتقاعد من تلقاء نفسه، أو أقيل وتم سحبه برغبة من المبعوث الأممي مارتن غريفيث، ونزولاً عند رغبة وإرادة الحوثيين، فإن النتيجة تبقى واحدة في الحالتين، وتأكد أن غريفيث حمل باتريك في طائرته مغادراً صنعاء يوم الأربعاء.

فشلت زيارة غريفيث الأخيرة تماماً في تحقيق أية نتيجة، ولم يعلن له أي لقاء أو مقابلة مع مسئول في الجماعة الانقلابية، وحاول التعويض عن الفشل السياسي في حلحلة أزمة اتفاق الحديدة بتحريك إعلامي لنقاشات بشأن اتفاق تبادل الأسرى.. لكن حتى هذه لا يمكنها أن تكفي للتغطية على انكشاف جدول أعمال الزيارة -غير المجدولة- وانعدام أي فعالية أو لقاء معلن.

وهو ما يفسر، كما كانت مصادر نيوزيمن قد أشارت، اعتزام الأمم المتحدة وعبر مبعوثها الخاص سحب باتريك من الحديدة، والتقديم بتسريبات استقالته ونفيها، لم يكن إلا تمهيداً لأخذ الخطوة كاملة وتقسيط إعلان الرضوخ لإملاءات -هي أكثر من مجرد شروط- المليشيات الانقلابية.

وتبدو أوساط الشرعية اليمنية مرتبكة وتائهة وليس هناك من موقف أو تعليق رسمي، لكن محاولات الإعلام الاشتغال على جدل "استقال أم لم يستقل" يعمل على حساب انتكاسة حقيقية لاتفاق السويد ولا يُراد الإقرار بها أو إظهار التعنت الحوثي متقدماً بخطوات وينزل المبعوث البريطاني الأممي عند شروطها.

وبدأت تتسرب بالفعل أسماء بدائل محتملين لباتريك. لكن السؤال هو، هل المشكلة في باتريك أم في الحوثيين؟ هل رفض الجنرال الهولندي المتقاعد تنفيذ اتفاق الحديدة، أم أن الحوثيين هم من رفض؟ وهل سيكون خلف باتريك أقل تمسكاً بالاتفاق وتنفيذ بنوده ليصطدم بالحوثيين أيضاً، أم سيكون عليه القراءة من كتاب الحوثيين لتفسير الاتفاق وتنفيذ رغباتهم وخياراتهم؟

غير أن ذهاب باتريك من شأنه أن يفتح الباب لمشاكل وأزمات جديدة وأكبر، ولن يحل المشكلة. ومن الواضح أن غريفيث يذهب بالأمور إلى تكريس رواية وتفسير المتمردين الحوثيين لبنود اتفاق، كان يرأس ويقود باتريك لجنته التنسيقية للتنفيذ، واصطدم بالالتفاف والتحايل الحوثي.

وأي بديل قادم، سيكون عليه أن يفعل الشيء نفسه، ويتمسك بالاتفاق، أو أن يرجح رواية وتفسير الحوثيين لينجو من الاصطدام بهم، وبالتالي سيقع في محظور أكبر وهو مخالفة الاتفاق.

الاندفاع الأممي الأمريكي البريطاني وراء رغبة غامضة في إنهاء ملف على أي وجه، يتنافى تماماً مع شروط ومبادئ صناعة سلام حقيقي والتمكين لعودة السلطات الشرعية وإنهاء سيطرة المليشيات، لا أن يكرس أمراً واقعاً، وكل الذي سيحدث هو أن تغير المليشيات الزي بآخر.

والنتيجة المرئية والتي تتعزز يومياً وبمرور الأسابيع والأشهر؛ هي إحراق الوقت، وإنهاء هدف تحرير الحديدة، وتجنيب المليشيات خسارة باتت تتحول على يد السحرة إلى مكاسب.

تفاصيل ما حدث وثقها نيوزيمن:

> غريفيث يغادر صنعاء رفقة كاميرت المزعج للحوثيين
> غريفيث يتعثر في صنعاء دون لقاءات ونفي استقالة باتريك يمهد للحديث عن سحب لجنته من الحديدة
>كشفها "نيوزيمن".. غريفيث يحاول في صنعاء تفكيك "أزمة محتدمة" تتهدد اتفاق الحديدة
> الجنرال والعصابة.. 20 محطة في امتحان «اتفاق الحديدة» : «إنفراج» أم «انفجار»؟!