اليمن اليوم في قبضة المسيرة.. ركام حزب في مدينة بلا حرية
السياسية - Friday 26 April 2019 الساعة 11:19 pm
تتملكك الصدمة والحيرة، في آن، بمجرد أن يقودك فضولك إلى محاولة معرفة مصير حطام حزب سياسي، علق في مدينة بلا حرية كصنعاء، عقب هزة مدمرة.
لا بد أن رأسك سيعج بعشرات الاستفسارات الطارئة، عن المقابل الذي يدفع صادق أمين أبو راس، للاستمرار في تمثيل دور الشريك، واستهلاك مفردات مطاطية من قاموس شراكة سياسية أنهاها الحوثي بحفلة دم.
وفي كل مرة؛ ستفشل في إيجاد مبرر منطقي، لهذا التماهي الكاذب بين ”ركام“ قيادة حزب انفرطت كمسبحة في اللحظات الأولى لهزة ديسمبر 2017م، وبين جماعة فاشية كأنها قدمت للتو من لحظة الانحطاط التاريخي.
لا شيء تغير على الإطلاق.. أنصار الحزب مكبلون بقيود حفيد "أحمد يا جناه" وقياداته الافتراضية، واقعة في شراك وصاية ناعمة، وتركته المالية مسروقة في جيب معطف سيد الكهف، ومؤسساته ما تزال حظائر لقطيع "الصرخة" ومنكوشي الشعر.
يستطيع صادق أبو راس، التحدث مع رواد مقيله، من موقع رئيس جديد لحزب لا يجده إلا في مطبوعات منسية على رف مكتبته، لكنه لا يستطيع تمرير خبر واحد في شريط أو نشرة قناة "اليمن اليوم" -نسخة صنعاء- دون موافقة مسلح حوثي، أسندت إليه مهمة حراسة تلفزيون يفترض أنه لسان المؤتمر.
ولإِن كانت قيادات للمؤتمر أو محسوبة عليه، في صنعاء، تواظب على إرسال إيحاءات لجهة القدرة على التصرف متخففة من قيود الوصاية الحوثية، فإنه من المتعذر عليها نفي هيمنة الجماعة على تلفزيون الحزب.
بكلمات أخرى؛ يسيطر الحوثيون، حتى اللحظة، على قناة "اليمن اليوم"، وتخضع كل المواد الإعلامية، للفحص الأمني، قبل البث، بما فيها أخبار مؤتمر أبو راس. هذا إلى جانب حظر بث أية مواد أو برامج مباشرة.
نشرات الأخبار مسجلة.. البرامج التي تبثها على أنها مباشرة.. مسجلة أيضاً. والأخطر أن نشرة أخبار ”اليمن اليوم“ تسلق -يومياً- في مطابخ "المسيرة" الحوثية، وتُرسل إيميلاً للبث.