إحماء متأجج لصراعات قديمة.. هل ينجح مخطط "الإخوان" لضرب قبائل مأرب ببعضها؟
السياسية - Sunday 07 July 2019 الساعة 09:20 pm
تعد قبيلتا عبيدة ومراد أهم مكونين قبليين وقفا ضد مليشيات الحوثي في محافظة مأرب منذ عام 2014م وتمكنتا بفضل المطارح التي تم استحداثها ثم بذل الدماء والمهج رخيصة في سبيل تحرير مناطقهما ومعظم مديريات المحافظة.
ولاحقا ركبت جماعة الإخوان في اليمن (تجمع الإصلاح، موجة هذه التضحيات وعملت على الاستفادة منها طوال الخمس سنوات الماضية لتستلم زمام الأمور في المحافظة والمضي في مخطط الاستيلاء على السلطة والثروة التي تنعم بها المحافظة النفطية والغازية.
استباب الأمور نقل جماعة الإخوان مؤخراً إلى مرحلة تحول بدأت بافتعال صدامات مع القبيلتين ورموزها (من غير المنتمين لها) ما دفع أبناء قبيلتي مراد وعبيدة الذين ضاقت بهم ممارسات الإخوان ذرعاً للدفاع عن أنفسهم والتمسك بوجودهم على أرضهم ممن يصفونهم بـ"الدخلاء".
وإثر ذلك وقعت صدامات بين الطرفين، في مناسبات عدة ليس آخرها ما حدث في وادي عبيدة خلال الأسبوع الماضي.
ورغم تقديمهم مئات الشهداء والجرحى في كل الجبهات، يشعر ابناء قبيلة مراد بمحافظة مأرب بأنهم مستهدفون من" جماعة الاخوان" من خلال إقصاء الذين لا ينتسبون إلى التنظيم من الوظائف الحكومية ونزع صلاحيات المتبقين، وحرمان مديرياتهم من المشاريع.
ويتهم أبناء مراد الأجهزة الأمنية التي يسيطر عليها الإخوان في مأرب بقتل واختطاف عدد من أقاربهم الذين يجمعهم رفض انتهاكات حزب الإصلاح، منهم ضيف الله هرشل المرادي أحد ضباط الشرطة العسكرية بالمحافظة والذي قتل تحت التعذيب في أحد سجون الاستخبارات.
ويتهم أقارب "هرشل" تنظيم الإخوان علانية بالوقوف وراء قتله في سجونهم تمكن من ضبط شحنة طائرات مسيرة كانت في طريقها للحوثيين كونه قائد نقطة تفتيش في مارب.
وتعد هذه الجريمة، واحدة من سلسلة جرائم ارتكبها الإخوان لإزاحة كل من يقف ضد مليشيا الحوثي، بما في ذلك اختطاف احد أبناء ال بحيبح وإرسال حملة عسكرية إلى مديرية الجوبة، السبت 6 يوليو، على خلفية ضبط عدد من أبناء مراد عدة شحنات أسلحة كانت في طريقها إلى مليشيات الحوثي بعد مرورها من نقاط الإصلاحيين في مارب بسلام، وتسليمها للبحث الجنائي.
وعمد الإصلاح والجنرال العجوز علي محسن الأحمر، إلى ارتكاب ممارسات بحق أبناء قبيلة مراد، لكن أخطرها - بحسب أحد مشايخ القبيلة- استجلاب الصراعات القديمة بين قبائل مأرب، في ظل هوس تلك القيادات بالسيطرة على المكاتب التنفيذية والجيش والشرطة.
ولا يختلف الامر كثيرا في قبيلة عبيدة التي لمست انتقائية قوات الأمن المسيطر عليها من قبل حزب الإصلاح في مأرب في تعاملها مع الوقائع والأحداث تبعا لقرب أو بعد المطلوبين من الإصلاح، فتتم ملاحقة وضبط غير المنتمين للحزب فيما يتم تجاهل مذكرات ضبط قضائية بحق آخرين منتمين للجماعة قاموا بجرائم قتل وتقطع وحرابة بل والتعاون مع المليشيات الحوثية.
وهذا ما دعا قبائل عبيدة إلى إصدار بيان حملت من خلاله جماعة (الإصلاح) مسؤولية ما يحصل في منطقة الأشراف، واصفة الإخوان بـ"الجماعة الإرهابية".
وتوعد بيان القبائل في حال استمرار الإخوان المسلمين في مخططاتهم العدوانية وإقلاق السكينة العامة وتجاهل أبناء عبيدة، فإنهم سينظرون في تشكيل قوة عسكرية لحماية أنفسهم.
وبالرغم من أن المواجهات المسلحة الأخيرة، بمدينة مأرب، اندلعت على خلفية نزاع على قطعة أرض، بين شخصيات قبلية موالية للإخوان، وأخرى من قبائل الإشراف، وحياد قبيلة عبيدة رغم ان داعي القبيلة مع الأشراف واحد، إلا أن الإخوان سيروا حملة عسكرية كبيرة بمشاركة عتاد قدمه التحالف لدعم المعركة ضد الحوثيين.
وقال بيان قبائل عبيدة إن الإخوان اقترفوا انتهاكات جسيمة وانتهاك الحرمات وتدمير المنازل على ساكنيها وقتل النساء والأطفال ومنع فرق الإنقاذ من إسعاف الجرحى وانتشال القتلى".
ويمكن القول أنه بعد سلسلة المصادمات المتعاقبة في محافظة مأرب فإن قبائل مراد وعبيدة التي صمتت في الماضي على ممارسات حزب الاصلاح وعدوانه على مناطقهم تغليبا للمصلحة العامة لن تسكت مستقبلا عن أي تهور قد ترتكبه جماعة الإخوان ولن تنتظر وصول الحملات العسكرية إلى مناطق القبيلتين.