العميد الحمادي: حملات التحريض عرقلت تحرير تعز

السياسية - Wednesday 11 December 2019 الساعة 11:14 am
نيوزيمن، "الشارع"، حاوره/ نائف حسان:


في هذه الحلقة من الحوار، يتحدث العميد الحمادي بألم وحُرقة، عمّا جرى له وللواء 35 مدرع في تعز. إلى الحوار.

بقيتُ ثلاثة أشهرٍ متخفِّياً باسم مستعار في مدينة تعز.. كيف خرجتَ بعدها إلى الحُجَرِيَّة؟


خرجتُ بتنسيق، بطريقة معينة، إلى الحُجَرِيَّة..


>>
 الحوار الأخير مع القائد العميد عدنان الحمادي (1) 

>> الحمادي: هكذا بدأنا حرب الحوثي (2) 

>> الحمادي قبل استشهاده يوثق معارك تعز الاولى (3) 

>> الحمادي مواصلاً ذكريات النّضال: هكذا أسقطت المطار بعد هروبي منه (4) 


 كان الحوثيون في الطريق التي مَرَّيتُ بها إلى بلادك؟

 كانوا موجودين في "الضَّبَاب"، وموجودين في أطراف الحُجَرِيَّة، وكانت أطقمهم المسلحة تمشي في كثير من مناطق مدينة تعز، دون أن يعترضها أحدٌ.

 إلى أين وصلت..؟

 إلى بيتي في القرية. خرجتُ أولاً، إلى "الضَّبَاب"، مرِّيتُ من نقاط تفتيش يتمركز فيها مسلحون حوثيون. كان ذلك يوم عيد الفطر؛ بعد تحرير عدن، ودخول قوات التحالف إليها.

 وصلت إلى "البِيرِين"؟

 وصلتُ إلى "الكسَّارة" الواقعة في "الضَّبَاب".. استقبلونا هناك. عندما أعلنّا عن تشكيل المجلس العسكري، قُلْتُ ليوسف الشِّراجِي: "سيتم تجميع اللواء 35 مدرّع في الضَّبَاب، وأنت ابدأ بترتيبه". وكان في دعم مالي قَدَّمه الأستاذ (ع. ن)، بحدود عشرين مليون، أرسلت به على دفعتين إلى يوسف الشِّراجِي.. بدأ تجميع قوات جَمَّعناها في التُّربَة، بالتنسيق مع كثير من الوطنيين، (كتائب الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب)، وتمّ دفعها إلى "الضَّبَاب".. أفراد من اللواء 35 تمّ تجميعهم في "المِسراخ"، ودفعهم باتجاه "الضَّبَاب". عندما وصلتُ إلى هناك، كان قائد الجبهة الغربية قد هو يوسف الشِّرَاجِي، وكان الأفراد خليط من كل التكوينات الاجتماعية والحزبية. بعدين، أنا جلستُ أربع أيام في القرية، ثم زُرتُ "الضَّبَاب"، والتقيتُ بيوسف، وقلتُ له: "أنت، يا أخي، قائد للجبهة الغربية، وأنا أركان حرب للجبهة قائداً للواء 35 مدرّع، وتمّ التواصل مع عبد الرحمن الشمساني وسيكون عمليات الجبهة قائداً للواء 17 مشاه". واتفقنا على هذا الأمر، نفذناهُ. واستمرينا في "الضَّباب".

 ما الوقت الذي قضيته حتى تمكنت من إعادة بناء اللواء 35 مدرّع؟

 أوّلاً، تمَّ تجميع قوة في "الضَّبَاب"، واعتبرناها على "جبهة الضَّبَاب". بعدها، يمكن في 13/8/2015، بدأنا بإعادة تنظيم وتجميع اللواء 35 مدرّع؛ من منتسبي اللواء، ومن أفراد الجيش السابق، ومن المتطوعين الشباب الذين يمتلكون السلاح. بدأنا التجميع. أوّل كتيبة بدأنا نجمِّعها في "المعافِر". في أوّل يوم وصل العدد إلى ستين مقاتلاً؛ منهم 25 مسلحاً كانوا مرافقين معي. في اليوم الثاني وصل العدد إلى ثمانين، ثمَّ 120 مقاتلاً. خلال أربع خمس أيام والكتيبة جاهز كامل. بعدها مباشرة، فتحنا "معسكر العين" في "المواسط"، وبدأنا بتجميع سرية، حتى وصلنا إلى كتيبة، بدأنا التدريب..

 (مقاطعاً) كم كان عدد أفراد الكتيبة الأولى؛ 300 فرد؟

 لا، في "النَّشَمَة" [تتبع مديرية المعافر]، تجاوزنا هذا الرقم.. وصلنا إلى 700 أو 800 فرداً. وفي "التُّربَة" بدأنا بتشكيل كتيبة، بقيادة أمين الأكحلي، وعبده نعمان كان معه المقاومة الشعبية.. بدأنا بتشكيل كتيبة في "العَيْن"، وكتيبة في "المواسط". تمّ الإعداد والتدريب، وأول سرية تمّ إعدادها وتدريبها، أرسلناها لإسناد يوسف الشِّرَاجِي في "الضَّبَاب"، عندما سقطتْ عدد من المواقع في أيدي مسلحو الحوثي، وبقية الكتيبة (سرية + نُص سرية) تمّ توجيهها إلى "جبهة راسن"، لمواجهة مسلحي الحوثي الذين أرادوا دخول الحُجَرِيِّة، و"التُّربَة" بالذات، عبر "الوازِعِيَّة"، ووصل الحوثة، حينها، إلى منطقة "رأسِن"، وهي إحدى عُزَل مديرية الشَّمَّايتين. وكان الحوثة سيدخلون من "رَاسِن" إلى "الزَّعَازِع" و"بني شيبة"، ثمّ "التُّربَة". دفعنا بقوة إلى هناك، وتمكنّا، مع المقاومة من أبناء المنطقة، من تحرير "رَاسِن"، والوصول إلى عُزَلة "الظَّريفة" في "الوازِعِيَّة". وشَكَّلنا كتيبة كانت بقيادة النقيب نبيل المقرمي. وفي معركة "رَاسِن" بعض مقاتلينا كان أبرزهم الشيخ عبد الله بجاش. هذا كان شيخ من أبناء المنطقة، وهو عضوٌ في المؤتمر الشعبي العام، قاتل معنا. وقد أُستُشْهِدَ في هذه المعركة هو وابن أخيه. أيضاً، كان معنا شهداء وجرحى من أفراد اللواء 35، رحمهم الله جميعاً.

 ماذا بشأن "جبهة الضَّبَاب"؟

 "الضَّبَاب"، كانت فيما بعد. [مسلحو مليشيا الحوثي تقدموا، مرة أخرى، وسيطروا على كثير من المواقع]. مقاتلو يوسف الشِّراجِي تراجعوا، وتَمَسَّكوا ببعض المواقع.. سريتنا التي كانت هناك، تراجعتْ مع القوة حق "الضَّباب"؛ أصلاً وصل التعزيز وقد القوة متراجعة. المواقع التي سقطتْ في أيدي الحوثة، تمّ استعادتها عندما غادر الأخ العميد الركن يوسف الشِّرَاجِي، قائد "الجبهة الغربية"، للعلاج خارج الوطن، كان مريض. حينها، دفعنا بكتيبة من قواتنا إلى القوة التي كانت في "الضَّبَاب"، مع أسلحة وذخائر من اللواء 35 مدرّع، الذي كان قد تمّ إعادة ترتيبه.

 (مقاطعاً) متى بالضبط كان هذا؟

 في نهاية 2015. وتمّ استعادة كل المواقع التي سقطتْ في أيدي الحوثة. استعدنا أكثر من 15 موقعاً، مساحة كبيرة استعدناها بالشراكة مع أفراد "جبهة الضَّباب" التابعين للشِّراجي، وقوات اللواء 17 مشاه، الذي يقوده العميد الركن عبد الرحمن الشمساني. دفعنا بذخائر ومصاريف للجبهة. كان معنا مليونين ريال سعودي، صُرِفَت بأمر من رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح، كي نشتري بها أسلحة للواء 35 مدرّع، وهذا المبلغ ذهب كله لصالح "جبهة الضَّبَاب"؛ لشراء أسلحة وذخائر ومصاريف للجبهة. وتولَّيتُ أنا قيادة هذه الجبهة، بعد مغادرة يوسف الشِّراجِي للعلاج في خارج الوطن. أيضاً، تمّ، في تلك الفترة، وبتوجيه من رئيس الوزراء بحاح، صرف اثنين مليون ريال للواء 35 مدرع كمكافآت، وقمنا بصرف ذلك المبلغ، إضافة إلى المبلغ السابق، على اللواء 35، وعلى "جبهة الضَّبَاب"؛ لتحرير المواقع التي سقطتْ فيها. حينها، لم يكن قد أُعْلِنَ عن انتشار اللواء 17 مشاه في "جبهة الضَّبَاب". تمّ، حينها، تحرير المواقع التي سقطتْ؛ أكثر من 15 موقعاً، كما قُلتُ لك سابقاً.

 كيف جرى ذلك؟

 جرى ذلك، بالتعاون مع الأفراد الذين كانوا في تلك الجبهة، ومع كتيبة من اللواء 35 مدرَّع، وقوات اللواء 17 مشاه. أنا تولِّيتُ قيادة تلك المعركة، وكان نائبي فيها عبد الرحمن الشمساني، قائد اللواء 17 مشاه. وتمَّ، في تلك المعركة، كما قُلْتُ، استعادة أكثر من 15 موقعاً؛ منها "ميلاث"، و"الكربة"، والوادي (وادي الضَّبَاب)، و"التَّبة الحمراء"، و"تَبَّة الخزان".. إلى حدائق الصالح.. وصلنا إلى حدائق الصالح*.

 ما الذي جرى بعد ذلك؛ بعد "رَاسِن"؟

 بعدها، سقطت مديرية المسراخ في أيدي مسلحي جماعة الحوثي، وقطعوا طريق تعز – التُّربَة – عدن، من "نجد قُسِيم"، واستمر مقطوع شهر ونص، وبعدين تحرير مديرية المسراخ.

 (مقاطعاً) بقواتكم؟

 بقوات اللواء 35 مدرّع، ومع أبناء مديرية المِسراخ، ووصلنا إلى "الأقروض" و"خَلِل"، مشارف مديرية دِمْنَة خدير.. "خَلِل" هي تتبع "الدِّمْنَة"**. وكان ذلك في فبراير 2016. وتمّ، بعدها، بالتعاون مع المقاومة في مدينة تعز، فتح طريق "الضَّبَاب" – تعز، وتحرير معسكر المطار القديم.

 هل لك أن تُحَدِّثنا عن ذلك بشيء من التفصيل؟

 تمَّ فتح خط الضَّبَاب – تعز، بعد أن وصل "أبو العباس" مع قوة الجبهة الشرقية إلى جامعة تعز وإلى السجن المركزي و"الثلاثين". وأيضاً تقدَّمتْ قوات من المقاومة في تعز، من الدفاع الجوي باتجاه المطار القديم، مع اللواء الخامس، الذي كان "كتائب حسم"، وتمَّ تحرير معسكر المطار القديم. الأخ العقيد محمد عبد الله العَوني، أركان حرب اللواء 35 مدرّع، هو الذي قاد معارك تحرير معسكر المطار، واُستُشهِد بعد أربع أيام من تحرير المعسكر. اُستُشهِد في المعركة داخل معسكر المطار، ومن بعده، تَسَلَّم رئاسة أركان حرب اللواء، الأخ العقيد أحمد القدسي، من اللواء 35.. واستمرينا يمكن مدّة نحو سنة كاملة ونحن نُقاتِل هناك، ونُدافع عن معسكر المطار القديم.. وسقط كثير من الشهداء من أفراد اللواء 35.. وبعدها تمّ تسليم المعسكر، وتلك المناطق التي تمَّ تحريرها، ومناطق أخرى في الجبهة الغربية، إلى اللواء 17 مشاه.. تمَّ ذلك تنفيذاً لأمر صدر من الرئيس هادي!

 ما هي الجبهات الأخرى التي شاركت فيها قواتكم؟

 قواتنا تتوزع في "الشَّقب"، جزءٌ من جبل صَبِر، وقامت بتحريرها، كما قامتْ قواتنا بتحرير مديرية المسراخ، التي تبدأ من "نجد قُسِيم وتنتهي في "الخَلَل" على مشارف مديرية خدير. أيضاً، قواتنا شاركتْ في تأمين مديرية سامع.. لم يحصلْ في هذه المديرية قتال؛ لأنّ القبائل في "سامعي" اتفقوا أنّه لا يكون عندهم لا حوثيين ولا جيش وطني، ولم يسمحوا للحوثيين بدخولها.. وقواتنا متواجدة على مقربة منها تحسّباً لأي طارئ. أيضاً، قواتنا تتواجد في "جبهة المواسط"، التي هي باتجاه "بني يوسف"، و"الحسيوة" و"الموقعة"، وباتجاه "سامع". كذلك، تولَّتْ قواتنا تحرير مديرية الصِّلو بالكامل من قبل اللواء 35، بداية عام 2018. كان لنا مشاركة كبير في تحرير وتأمين "هيجة العبد"، و"الأحكوم"، عندما حاول الحوثيون الدخول إلى الحُجَرِيِّة، وهذه الجبهة كانتْ تتبع اللواء 35 مدرّع إلى "طور الباحة"، مع مديرية حيفان، التي كان فيها قوات تتبع الشيخ فهمان الصبيحي، وهو من السلفيين، وبأمر من التحالف العربي، تمّ تعزيز هذه الجبهة بإرسال كتيبة من اللواء 35، قاتلتْ هناك لأكثر من ستة أشهر ضدَّ الحوثة. وحصل خلل في الجبهة، ونقص التعزيز؛ لأنها كانت مرتبطة قياديّاً وماليّاً بالتحالف العربي، وسقطتْ هذه المناطق.

 ولازالت كثير من مناطق هذه الجبهة تحت سيطرة مسلحي الحوثي؟

 موجودين داخل هذه الجبهة.. في مواقع مع الشرعية، ومواقع مع الحوثة. لكن لازالتْ أغلب "حيفان" في يد المليشيات الانقلابية. أيضاً، باتجاه "المواسط"، قوات اللواء 35 مدرّع لديه "جبهة قدس"، المحاذية لـ"جبهة حيفان"، "الأحكوم". هذه جبهة كبيرة، وتضاريسها صعبة جدّاً، تنتشرُ قواتنا فيها، وتتولَّى مهمة حمايتها وتأمينها حتى الآن. قواتنا على أبواب "الدِّمْنَة" من اتجاه "الصِّلو" ومن اتجاه "الأقروض".

 هل نستطيع القول أن قواتكم منتشرة في ريف الحُجَرِيِّة بشكل كامل؟

 بالإضافة إلى أن قواتنا كانت تنتشر في "رَاسِن"، "جرداد"، "بني عُمَر"، الجهة الغربية [للحُجَرِيِّة].. يعني مساحة كبيرة. قاتل اللواء 35 مدرَّع، حافظ على مناطق الحُجَرِيِّة، حَرَّر. مَنَعَ العدو من الوصول إلى هذه المناطق، قطع كل الطرقات التي كان يستخدمها العدو من داخل الحُجَرِيِّة. اللواء 35 مدرّع انتشر في ريف الحُجَرِيِّة من عام 2015، حتى أُسقطت بعض المناطق، كجانب عملياتي، إلى اللواء 17 مشاه؛ وهي "رَاسِن"، "جرداد"، "بني عُمَر". هذه المناطق حَرَّرناها من جهة "الوازِعِيَّة"، وأصبحتْ آمنة، ولا وجود فيها للواء 17 مشاه. فيما بعد حاولوا يلحِقوا هذه المناطق باللواء الرابع مشاه جبلي***. بعد قيام قواتنا بتحرير "الصِّلو" والوصول إلى مقربة من أسفل "نقيل الصِّلو"|، تمَّ [من قِبَل المحور العسكري لمحافظة تعز] اجتزاء قوة، أكثر من 800 فرداً من أفراد اللواء 35 مدرَّع، وتمّ تشكيل اللواء الرابع مشاه جبلي في "المَقَاطِرة"؛ كان تشكيله في "حيفان"، لكن تمّ تشكيله في "المَقَاطِرَة"****. وتمّ، العام الماضي، دفع كتيبة من اللواء الرابع إلى منطقة "العَفَا"، في "الأصابح"، بالقرب من مدينة التُّربَة"، وحاول أنَّه يفتح مواقع أخرى [في الحُجَرِيِّة]، فجاءت المشاكل والمماحكات المستمرة بسبب هذه القوة*****. هيجة العبد لازال يُسيطر عليها اللواء 35 مدرّع، الذي يتواجد، أيضاً، في "المَقَاطِرة"، وفي منطقة "مواقع الصِّيْح"، في "الأكَاحِلَة"، المشرفة على "الأحكوم" و"قَدَس".

 كم عدد المديريات التي حَرَّرتُموها، أو شاركتم في تحريرها، وتأمينها، في "الحُجَرِيِّة"؟

 "الحُجَرِيِّة"، من جَبَل صَبِر، معانا جبهة قتالية في "الشَّقْب"، وجزءٌ من هذه الجبهة مع اللواء 22 ميكا. أيضاً، من "صَبِر"، مديرية المِسْرَاخ بالكامل مع اللواء 35 مدرّع، فنحنا حَرَّرنَاها بالكامل، ومازالتْ تحت سيطرتنا. في "الحُجَرِيِّة"؛ مديرية المعافر، تابعة للواء 35، وفي هذه المديرية "جبهة الكَدَحَة"، والتي هي الآن مع كتائب أبو العباس، التي تعتبر مستقلة عنا، ولا تتبعنا. كتائب أبو العباس كانت ترتبط باللواء 35 بالراتب، الآن لم تعد مرتبطة بنا حتى في مسألة الراتب. اللواء 35 مدرع يُسيطر ويُأمن مديرية الشَّمَّايتين، ومديرية المواسط، وفيها جبهة "قَدَس"، وجزء من منطقة الحشيوة، ومديرية سامع، ومديرية الصِّلو. هذه ست مديريات ينتشر فيها اللواء 35 مدرّع، إضافة إلى أننا نتواجد وننتشر في المَقَاطِرة، و"الشَّقْب". ويمكن أنت أن تسأل الناس عن أحوالهم في هذه المديريات، خلال السنوات الخمس الماضية. هناك أمن واستقرار، وفيها عملية بناء وتنمية وتعمير؛ لأنّ كثير من التجار خرجوا من تعز، ومن مناطق أخرى، وبدأوا في الاستثمار في المناطق والمديريات التي نُسيطر عليها نحن، بسبب الأمن والاستقرار المتوفران فيها.

 أفهم من كلامك أنكم حميتم، وحَرَّتوا، أو شاركتم في تحرير، سبع مديريات..

 فعلاً، من "رَاسِن"، حتى وصلنا "الظَّرِّيفة"، من جهة "بني عُمَر" لم نسمح للعدو بالتقدم، من جهة "الكَدَحَة"، كُنَّا نتواجد في منطقة الحُنَّايَة، غير الوضع الآن. الآن تراجعتْ قوة الشرعية.. بعد أن سَلَّمنا هذه الجبهة تراجعتْ قوات الشرعية إلى الخلف بشكل كبير. في "جبهة صَبِر الموادِم"، نحن موجودون في "الشَّقْب"، ونحن أيضاً متواجدون في مديرية المسراخ، على تخوم مديرية دمنة خدير. في منطقة "الخَلِل"، و"الرَّضْعَة"، "الرَّضْعَة" هذه من "دِمْنَة خَدِير".. و"العَسَق" و"الشُّقَق".. هذه كلها على تخوم مديرية خدير [التي يسيطر عليها مسلحو الحوثي].. وغير ذلك.

 لكن مديرية سامعي لم يحدث فيها قتال؟

 ليس فيها قتال، لكنّها تقع في إطار اللواء 35 مدرّع. هذه مديرية فيها اتفاق، ونحن عملنا على أن يبقى الاتفاق قائم.

 كم إجمالي المديريات المُحَرَّرة في محافظة تعز، غير التي ذكرتها أنت؟

 اللواء 17 مشاه، ينتشرُ في جزء من جبل حَبَشِي، وجزء من الجهة الغربية لمدينة تعز. المديريات المُحَرَّرة في المدينة هي مديرية المُظَفَّر، ومديرية القاهرة، وجزء من مديرية صَالة. بعدين معك مديرية مشرعة وحَدْنَان، التي تحرَّرتْ من قِبَل أبنائها.

 طيب كم عدد الألوية وقوات الجيش في محافظة تعز؟

 الألوية، عُدْ معي: اللواء 45 مشاه، اللواء 22 ميكا، اللواء 170 ميكا، اللواء الخامس، اللواء الرابع، واللواء 35. إلى جانب كتائب أبو العباس، وقوتها تساوي قوة لواء.

 يعني، سبعة ألوية؟

 إلى ثمانية.. ومعك كتائب مستقلة في المحور [محور تعز العسكري].

 أنت قُلت إنّه تمّ أخذ قوات فعلية من اللواء 35 مدرّع، وإلحاقها بألوية أخرى.. ألا تعتقد أن الهدف من ذلك هو إضعاف اللواء؟ كام عدد المرات التي حدث فيها هذا الأمر؟

 مرات كثيرة.. رغم أن اللواء المفروض تكون قوته كبيرة، بقدر المساحة الكبيرة التي ينتشر فيها. المماحكات التي تحصل نتيجة خلافات، بما فيها الخلافات الإقليمية، تؤثر علينا في تعز، وعلى اللواء 35 مدرّع بالذات. نحن، اللواء 35، ارتبطنا ارتباطاً كاملاً بالشرعية، ونعمل تحت إطار الشرعية، والشرعية ربطتنا بالتحالف العربي، وتعاملنا مع "التحالف" كشركاء في تحرير بلادنا، واستعادة الدولة. بدأت الذرائع، واستخدام مزاعم وحُجَج واهية، من أجل الاستحواذ، وغيره. تمّ أولاً، اسقاط قوة كبيرة من قوام اللواء 35، بحجة أن اللواء كبير.

 اسقاطها من المرتبات؟

 من المرتبات مع الأسماء والأرقام العسكرية. أسقطوا علينا جبهات وأفراد وأسلحة وسلموها لألوية أخرى. اُسقِطَتْ علينا جبهات قتالية كاملة نحن من حَرَّرناها.. "جبهة الأحكوم"، التابعة للواء 35، أسقطتْ أغلب مواقعها مع أفرادها وضباطها، وأُلحقتْ مع اللواء الرابع.

 أيش السبب؟

 بحجة أننا نستطيع نعطي جبهة للواء آخر.

 متى تم اسقاطها؟

 عندما تشكَّل اللواء الرابع، في نهاية عام 2017، هو كان جزءٌ من اللواء 35 مدرّع. كان اللواء الرابع عبارة عن كتيبة من اللواء 35. بعد فترة أُسقطتْ علينا "جبهة الأحكوم"، فوق القوة السابقة التي أُسقطتْ من اللواء. أُسقطتْ "جبهة الأحكوم" علينا مع قواتها، مع أسلحتها، دون حصر، أو غيره. سبق ذلك، اسقاط "رَاسِن"، و"جِرْدَاد"، و"بني عُمَر"، و"الكَدَحة"، مع الأسلحة التي كانت فيها، بدون لجان حصر، بدون تنسيق. اُسقطتْ من اللواء 35 إلى اللواء 17 مشاه.

 كم الجنود والضباط الذين تم اسقاطهم من قوام اللواء 35؟

 كثير.. أكثر من ألفين فرد الذين أسقطوهم من اللواء. وكان أحياناً تُستَهدف التخصصات النادرة.. كان ذلك بمثابة تشتيت لقوات اللواء. نحن تكلّمنا، من سابق، وقلنا، إنّ ذلك يستهدف إضعاف اللواء 35.. اللواء يواجه الحوثي، وليس لديه عداء مع أي طرف آخر. الذرائع التي تُطرح هي ذرائع واهية.. نحن ليس لنا أي عداء، إلا مع الحوثي. انتشار قوات في مناطق محرّرة، أمر ليس له داعي.. هذه هي أسباب المشاكل وأسباب كل الخلافات.

 كيف انتشار قوات في مناطق محررة..؟

 أولاً، أنت شَكَّلتَ لواءً، وهذا اللواء القصد منه هو حصار اللواء 35 مدرّع.. كذا نحن نعتبر الأمر.

 (مقاطعاً) تقصد اللواء الرابع..؟

 نعم. طيب ليش ما يكون هذا اللواء في جبهة قتال؟! أعطي له جبهة قتال. أنا، مثلاً، لما يسقط عليَّ "جبهة الأحكوم"، جبهتي في "المواسط"، أسفل منها، مرتبطة بـ"جبهة الأحكوم".. إذا لم أكن متحكِّماً بـ"جبهة الأحكوم" تسقط عليَّ "المواسط". لا يرجع، بعدين، يقول لك: "باعوا، سَقَّطُوا، عِمِلُوا..". الذي يفهمها، وهو عسكري، سيستغرب، وسيسأل: كيف هذا يحصل؟! أي ضُعف، أي خَلل، سيتحمل المسؤولية الذي قام بهذا العمل، والذي أصدر الأمر، والذي أصدر القرار.. نحن نحملهم المسؤولية. جبهات اللواء 35 مترابطة مع بعضها. الحرب الإعلامية التي تُمَارس، تزرع أحقاد عند الطرفين. معد يبقاش في تناغم، سواء بين قيادات المحور، أو القوى السياسية فيما بينها. واستهداف اللواء 35 مدرّع من قِبَل قوى سياسية، أو من أي جهة، سواءً بالإعلام، أو بالخطاب الإعلام، هذا يزرع خلافات كثيرة، ويعرقل عملية التحرير. اللواء يتعرض لحملات كبيرة.

 المعروف أن اللواء 35 مدرّع يتعرض لحملات تحريض وإساءة وتشويه من قِبَل ناشطي ووسائل إعلام حزب الإصلاح.. أيس في بينك وبين الإصلاح؟

 لا يوجد أي شيء. أتحداهم يجيبوا أن اللواء 35 اعترض طقم أو سيارة تحمل ذخيرة لمحور تعز. ذلك لم يحدث.

 لكنكم تعترضون أسلحة مهربة تذهب إلى المناطق التي يسيطر عليها قادة محور تعز العسكري، ثم إلى جماعة الحوثي.

 نحنُ اعترضنا أسلحة ومواد متفجرة.. اعترضنا خرز حديدية بكميات كبيرة ومهولة، وهي تستخدم في صناعة العبوات الناسفة والألغام.. صادرنا، في الماضي، كميات من الأسلحة والذخائر.. وتهريب الأسلحة تقوم بها مافيا، تأخذ الأسلحة من مناطق الشرعية، بواسطة تُجَّار، وتنقلها إلى المليشيات الانقلابية الحوثية.

 المعلومات تقول إن هناك قيادات عسكرية في قيادة محور تعز العسكري متورطة في عمليات التهريب تلك.

 الذي سيحقِّق في هذا الموضوع، والذي عنده المعلومات، هو الذي سيكون عارف من الذي يقف خلف عمليات تهريب الأسلحة إلى مليشيات الحوثي. ما فيش شيء إلا ويكون وراءه شيء.. يا تاجر سلاح، أو غير ذلك. وتجارة الأسلحة لا تنحصر فقط في تُجَّار الأسلحة.. قد يكون فيها ناس في السلطة أو قيادات في الجانب العسكري.. لا يُستَبعد ذلك.. كل شيء جائز.

 عودة إلى موضوع سابق.. ما هي المناطق التي أُسقطت من قِبَل مليشيا الحوثي، وتدخلتم أنتم واستعدتم السيطرة عليها.. الكدحة ووو؟

 "الكَدَحَة" هي ضمن الجهة الغربية، ونحن سَلَّمنا للواء 17.. نحن كُنَّا في منطقة الحِنَّاية، منطقة بعيدة جدّاً، قرب مثلث العتم، أكثر من 16 كم. بعد ذلك، تراجعتْ قوة اللواء 17 مشاه [من أمام مسلحي الحوثي] إلى قُرب البيرين، تراجعتْ أكثر من 16 كم.. حتى أننا نزلنا بقوة من اللواء 35، وأوقفنا العدو وأعدناه إلى "مفرق العَفِّيرة"، والمناطق التي تتمركز فيها القوات الآن. وتمّ تسليم تلك المناطق، تنفيذاً لتوجيهات التحالف العربي حينها، إلى كتائب أبي العباس. استعدنا مواقع كثيرة من جبهة الكدحة، بعد أن سقطتْ من أيدي قوات اللواء 17، لكن معد قدرنا نستعيد إلى حيث كُنَّا سابقاً. والجبهات الأخرى التي سَلَّمناها لقوات أخرى، هي "رَاسِن"، و"جَردَاد"، و"بني عُمَر". أيضاً المقر الرئيس للواء 35 مدرّع في تعز (معسكر المطار القديم)، تمَّ اسقاطه من اللواء، وتسليمه للواء 17. كان، من سابق، مقر اللواء وجبهة القتال تابعة لنا، بعدين قالوا: "خلاص، الجبهة تتسلَّم للواء 17، ومعسكر المطار يبقى مع اللواء 35". بعدها، أخذوا علينا المعسكر. جاء، عام 2018، أمر من رئيس الأركان بإعادة توزيع مسرح العمليات، والذي هو: اسقط هذا، طلع هذا.. وذلك لم يكن أمراً عسكريّاً، بل أمراً سياسيّاً. وكان ضمنه أمر إلى اللواء 17 بتسليم مقر اللواء 35 إلى اللواء 45!! "يا أخوه، هذا مقر اللواء 35، واللواء 17 كان معاهم الجبهة، وليس مقر اللواء 35"!! وكان في مقر اللواء كتيبة تابعة لنا، والكتيبة كانت بقيادة العقيد رشاد العوني، وبعدين كان ناظم العقلاني مستلم مقر اللواء 35.

 وسَلَّمتُم معسكر المطار للواء 45؟

 دخلتْ القوة [قوة اللواء 45]، وخرجّتْ الأفراد بالقوة من مقر اللواء 35!، أخذوا حتى أسلحة اللواء 35، ولازالت، حتى الآن، معهم في الجبهة. المشكلة، أنه لا تُشَكَّل لجان للحصر، ولا دورة استلام وتسليم، ولا تُثَبِّتْ العُهَد، وإنما اسقاط عبثي، وأوامر عبثية، وفرض أمر واقع، بدون ما تدري أيش إلِّي حاصل! وأيضاً، أسقطتْ علينا "جبهة الأحكوم" مع أفرادنا الذين كانوا فيها، مع الأسلحة، وهي تابعة لـ"جبهة الأكاحلة"، التي تتبع مديرية المَقَاطِرة التابعة للواء 35، كما سبقت الإشارة إلى ذلك. قائد الكتيبة يُسقط، مع الأفراد والأسلحة! طيب: الأسلحة حق اللواء 35 التي في هذه الجبهة، مسؤولية من؟! إذا أنت تريد تسليم جبهة قتالية من لواء إلى لواء آخر، يفترض يكون في دراسة عسكرية، إحصاء للجبهة، إحصاء للأسلحة، إحصاء للأفراد. الآن، يجي يقول لك: "أنا ما استلمت"! أنا يوم ناقشتُ الأخ قائد اللواء الرابع، فقال: "أنا ما فيش عندي ولا أي حاجة"! أسلحة داخل جبهة! "جبهة رَاسِن"، نفس الطريقة.. كل الأسلحة والعهد عندهم هناك. هو في الأخير ينكر، يقول لك: "أنت ما جبت لي أي شيء". كيف تثبِّت عُهد، كيف تبني جيش؟! عشوائي؟! هذا يسلم لهذا بدون إجراء! ليت والله وهو يقول لك: "سَلِّم". أمر: "أفراد الجبهة كذا، من يريد راتب يأتي إلى اللواء كذا كذا"، وخلاص، يجي الجندي وإن اسمه معد هو عندك أصلاً!

 مقر اللواء 35 مدرّع الواقع في المطار القديم، دخلوا سيطروا عليه بالقوة؟

 بأمر، دخلوا وأزاحوا الأفراد، وكان الأفراد قليل، حراسات داخل المقر؛ قالوا لهم: "خلاص، أنتم بَرَّع، مقر اللواء هذا تبعنا، وسيطروا عليه. حينها، أنا كنت في القاهرة. تمّ التخاطب مع رئيس الأركان، مع قائد المحور، قال: "يا أخي لقد تحرَّرت تعز بعدين با نسَلِّمُه لك!

 ألا ترى أن ذلك استهداف للواء 35؟

 أكيد، أنا أعتبر كل الذي يحصل داخل الحُجَرِيِّة؛ حِرَّك أطقم، حِرَّك قوات، استهداف للواء 35. هذه منطقة آمنة، مستقرة، واللواء مرتبط بالشرعية، واللواء مرتبط بالمحور، رغم كل ما أُرتكب بحق اللواء من اسقاط أرقام، من سحب أرقام الأفراد، من مناطق وجبهات تابعة له، من تنزيل أسلحة من اللواء بدون حصر، بدون أي شيء.. اعتبره استهداف للواء 35.

 ما الهدف من كل ذلك؛ السيطرة على الحُجَرِيِّة؟

 أنا اِعتبرتُ، مرّة، اسقاط جبهات ومناطق من تحت سيطرة اللواء هو "تحرير المحرَّر". يا أخي، هذه منطقة مُحَرَّرة، آمنة، مستقرة، لا تزرع فيها المشاكل، وتجي تقول لي: من أجل حاجة فلان، في مطلوب، في مدري من، في طارق دخل، في طارق جِزِعْ! يا أخي، نحن مسؤولون عن تأمين هذه البلاد من أي شيء يحدث فيها، ونحن بيننا اتفاقيات سابقة وموقعة وملزمة أنك ما تتحرَّك من قطاع إلى قطاع إلا بطلب من قائد هذا القطاع. وفي حالة وجود خلل ناقشه معي، وقول لي: كذا. أما الأهداف التي تدفعهم لكل ذلك، فلا نعلم ما هي بواطنها، والكثير يعلم.. الأمور واضحة.

 واضح جداً أن احزب الإصلاح يُرِيد أن يسيطر على الحُجَرِيِّة. حزب الإصلاح مسيطر على قوات الأمن والجيش باستثناء اللواء 35 مدرّع؛ لهذا يريد الحزب تدمير اللواء 35، والسيطرة على "الحُجَرِيِّة.

 لنكن بعيد.. لنقول، مثلاً، إن الألوية العسكرية التي في محور تعز، قيادات هذه الألوية تتبع جهة سياسية معينة، ممكن. أو الجهات هذه تعمل لخدمة أهداف سياسية، ممكن؛ لأنه إذا دخلتْ السياسة في الجيش، فذلك ليس في مصلحة البلاد. الجيش يجب أن تُحَرَّم فيه الحزبية، يجب أن يكون الجيش مستقل. إذا أردنا أن نبني جيش وطني مآئة في المآئة، فيجب أن يكون مستقر وخالي من الارتباطات الحزبية. لو كل حزب يُشَكِّل له جيش، يفتح الله على البلاد. يجب أن تقتنع الأحزاب، وأنا سبق وأن تكلمتُ في مقطع فيديو، في هذا الموضوع، وعندما التقيتُ بالأخ نائب رئيس الجمهورية [علي محسن الأحمر]، قال: "عندما قُلتُ: يجب على الأحزاب أن ترفع يدها عن الجيش، كانت كلمة ممتازة، أنا سمعتها". لكن بقاء الوضع الحالي هو عبث، هذا هو الذي آخر عملية التحرير، هذا الذي يوجد المشاكل. الناس مش أغبياء. تَجِي تهاجمنا وتشن عليَّ حملات تحريض؛ لأن معك وسائل إعلام! تجي تهاجمنا بذرائع غير صحيحة، وتقول: عِمل، صَنَع، تَرَك.. كذب! الناس مش أغبياء عشان يَصَدِّقوك. الواقع هو الذي يتكلم، أصلاً.

 هوامش:

 *قاد العميد عدنان الحمادي معركة استعادة تلك المواقع المتوزعة في مساحة كبيرة؛ من "وادي الضَّبَاب"، وحتى "حدائق الصالح". بعدها، عاد يوسف الشِّراجِي من العلاج، وسَلَّم له الحمادي الجبهة، فسقطتْ، مرَّة أخرى (سقطتْ أكثر من ثمانية مواقع فيها)، فتدخل العميد الحمادي واستعادها، للمرة الثانية.

 **كانت "المسراخ" ضمن الجبهة الغربية، التي يقودها يوسف الشِّرَاجِي، وعندما لم يتحرَّك الأخير لاستعادتها، تولَّى الأمر العميد عدنان الحمادي. وبينما كان الحمادي يُرَتِّب لتحرير مديرية دِمنة خدير، تفاجأ بقوات موالية لحزب الإصلاح تتقدَّم من خلفه تريد السيطرة على المناطق التي حَرَّرَها، ما أدى إلى إيقاف تحرير الدمنة.

 ***اللواء 17 مشاه، واللواء الرابع مشاه جبلي، يتبعان حزب الإصلاح، ويدينان بالولاء له ولعلي محسن الأحمر.. وتمّ إدخال هذين اللواءين إلى مناطق في "الحُجَرِيِّة" بهدف التضييق على اللواء 35 مدرّع، كمقدمة لالتهام كُلّ ريف الحُجَرِيِّة. ظَلَّ حزب الإصلاح يعمل من أجل ذلك مدعوماً بالقوى والقيادات العسكرية التي تدور في فلكه، وفلك علي محسن. وقبل جريمة اغتيال العميد الركن عدنان الحمادي، كان حزب الإصلاح قد صَعَّد من عمليات حشد مقاتليه إلى "الحُجَرِيِّة" بهدف السيطرة عليه. وضمن الأعمال الرامية إلى تقليص وحصار اللواء 35 مدرّع، تمّ تسليم مقرَّه الرئيس (معسكر المطار القديم، الواقع على المدخل الغربي لمدينة تعز) إلى اللواء 17 مشاه، كما تمّ تسليم كثير من المناطق التي حَرَّرها اللواء 35 مدرّع في الحُجَرِيِّة إلى اللواء 17 مشاه، وقوات أخرى تابعة لحزب الإصلاح. لقد تمّ تشكيل اللواء الرابع مشاه جبلي في "سائلة المقاطِرة"، وما حولها، ولم يُكَلَّف، حتى اليوم، بأي أعمال قتالية ضد مليشيا الحوثي؛ لأن مهمته الرئيسة تتمثل في تطويق قوات اللواء 35 مدرّع، و"الحُجَرِيِّة" بشكل عام.

 ****تمَّ تشكيل اللواء الرابع مشاه جبلي ليشترك في قِتال مسلحي الحوثي في "حيفان"، لكنَّ شُكِّلَ فعلياً مناطق آمنة، وبعيدة عن جبهات القتال ضدّ مليشيا الحوثي. وحتى اليوم، لازال هذا اللواء في "سائلة المقَاطِرَة"، دون تنفيذ أي أوامر عملياتية في جبهات القتال.

 الحلقة القادمة تتبع

 * المصدر: يومية "الشارع"