انهيار تاريخي للنفط الأمريكي هو الأسوأ في 30 عاماً

العالم - Monday 20 April 2020 الساعة 10:27 pm
نيويورك، رويترز:

فقدت عقود النفط الخام الأمريكية الآجلة أكثر من 98% من قيمتها في يوم واحد، حتى وصل سعر البرميل يوم الاثنين إلى أقل من 20 سنتاً فقط لا غير.

وبلغ سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط، تسليم مايو/أيار 20 سنتاً للبرميل وهو أدنى سعر للبرميل منذ مارس/آذار عام 1986.

يأتي ذلك، مدفوعاً مع حلول آخر يوم لعقود تسليم مايو (الإثنين)، وسط تراجع الطلب الحاد على الخام في الولايات المتحدة، وعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.

إلا أن عقود يونيو/(المقبل) للخام الأمريكي تبلغ، قرابة 22 دولاراً للبرميل.

ويأتي هذه الانهيار التاريخي في الوقت الذي يعتزم فيه العراق بدء مفاوضات مع شركات نفط أجنبية، لخفض كلف الإنتاج إلى 30%، بالتزامن مع تدني مستوى أسعار النفط في الأسواق العالمية.

وقال عبدالحسين الهنين، مستشار رئيس الوزراء في تصريحات صحفية، إن “الحكومة أوكلت لوزارة النفط التفاوض مع الشركات النفطية الأجنبية العاملة في البلاد، لخفض كلف الإنتاج والموازنات التشغيلية من دون التأثير في مستويات الإنتاج”.

وأضاف أن “الهدف من ذلك من أجل تعظيم الربح لكل برميل منتج”، في وقت فقدت فيه أسعار الخام 50% من قيمتها منذ مطلع مارس الماضي.

من شأن خفض تكلفة الإنتاج للنسبة المستهدفة، توفير مبلغ 3 مليارات دولار على الموازنة العامة للبلاد، التي تواجه مشكلات في إقرارها، بسبب تدني أسعار النفط في السوق العالمية، بحسب المسؤول العراقي.

وتشكل صادرات العراق النفطية نسبة 98% من تدفقات العملة الأجنبية إلى البلاد، حيث يشكل النفط 45% من الناتج المحلي الإجمالي، و93% من إيرادات الموازنة العامة.

وسبق أن أعلنت عدة دول نفطية في تحالف (أوبك)، في 12 أبريل الجاري، إتمام اتفاق لأكبر خفض تاريخي مدروس لإنتاج النفط الخام بواقع 10 ملايين برميل يومياً، يتحمل منها التحالف 9.7 ملايين برميل يومياً.

فيما سيخفض العراق إنتاجه بمقدار 1.061 مليون برميل يومياً أي بنسبة 22.8%، اعتباراً من مايو ويونيو، ثم يقلص الخفض إلى 18% حتى نهاية 2020.

يذكر أن العراق ينتج نحو 4.5 مليون برميل يومياً حالياً، في حين يتراوح إنتاج النفط في إقليم كردستان بين 300 و350 ألف برميل يومياً.

في المقابل أظهرت أرقام المبادرة المشتركة للبيانات النفطية “جودي”، الإثنين، هبوط صادرات السعودية من النفط الخام، بنسبة 0.2% على أساس شهري، في فبراير الماضي.

حيث بلغت صادرات المملكة 7.278 مليون برميل يومياً في فبراير 2020، مقابل 7.294 مليون برميل يومياً في يناير السابق له في ثاني انخفاض للصادرات النفطية السعودية على التوالي.

والسعودية، أكبر مصدّر للنفط الخام في العالم، على الرغم من أنها تأتي ثالثة في حجم الإنتاج بعد كل من روسيا والولايات المتحدة، بمتوسط إنتاج 9.8 مليون برميل يومياً.

وفي السياق ذاته، قال مصدران بصناعة النفط لـ”رويترز”، إن وزارة الطاقة الروسية أبلغت منتجي النفط المحليين بأن يخفضوا إنتاج النفط بنحو 20% عن متوسط مستويات فبراير، وهو ما سيجعل موسكو تفي بالتزاماتها في إطار اتفاق عالمي.

كذلك فقد اتفقت منظمة البلدان المصدِّرة للنفط ومنتجو نفط كبار آخرون بقيادة روسيا، في إطار ما يُعرف بمجموعة “أوبك”، على خفض إنتاجهم النفطي مجتمعِين، بمقدار 9.7 مليون برميل يومياً في مايو ويونيو لمواجهة الفائض في الإمدادات الناجم عن أزمة فيروس كورونا.

ويمكن أن يصل مجمل الخفض في إنتاج النفط العالمي إلى 20 مليون برميل يومياً، أو ما يعادل خُمس الإنتاج العالمي، مع مشاركة دول أخرى مثل الولايات المتحدة والنرويج، وهما ليستا بين أطراف اتفاق “أوبك”.

وبموجب الاتفاق، يتعين على روسيا خفض إنتاجها بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً من مايو والاعتماد على مستوى أساس عند 11 مليون برميل يومياً، وهو الرقم الذي يشمل النفط الخام فقط ويستثني مكثفات الغاز، وهو نوع من النفط الخفيف.

في حين قالت مصادر مطلعة على الخطط، إن وزارة الطاقة الروسية أبلغت الشركات، الأسبوع الماضي، بأن تخفض إنتاجها ما بين 19% و20% عن مستويات فبراير، مما يجعل إنتاج موسكو النفطي متوافقاً مع أهداف الاتفاق.

ولم تردَّ وزارة الطاقة ومنتجو النفط الرئيسيون حتى الآن على طلبات للتعقيب. وعكس الإنتاج، لم يضع الاتفاق العالمي سقفاً لأحجام التصدير.

وقال وحيد علي كبيروف رئيس لوك أويل، ثاني أكبر منتج روسي للنفط، لوكالة إنترفاكس للأنباء إن الشركة ستقلص إنتاجها 40 ألف طن يومياً (290 ألف برميل يومياً).

في حين قالت ثلاثة مصادر بشركات النفط الروسية ومتعاملان اثنان، لـ”رويترز”، إن الشركات الروسية أجرت تعديلات كبيرة لتقليص خطط صادراتها من الخام لشهر مايو/أيار، عقب اتفاق “أوبك+” على خفض إنتاج النفط.