المخا.. نشاط تجاري يتجاوز حملات التحريض وتسويق مأرب

المخا تهامة - Wednesday 06 May 2020 الساعة 03:46 pm
المخا، نيوزيمن، مهيوب الفخري:

تتوافر لمدينة المخا إمكانيات جغرافية لتكون مدينة ساحلية صاعدة بقوة ومركز جذب تجاري واستثماري واعد، خصوصاً وأنها ترتبط بمديريات الساحل ذات المساحات الواسعة، والحجرية ذات الإمكانات البشرية والمالية التي تحدث فارقاً في أي مدينة أو قطاع تنشط فيه.

عند عقد مقارنة بين مأرب والمخا ليس هناك ما تملكه مأرب لتتفوق على المخا، غير أن هناك جهدا إعلاميا كبيرا ومتواصلا يصور مأرب كالفردوس الموعود ويحارب في ذات الوقت عدن والمخا، ويصور كل شيء فيها وكأن المدينتين تعيشان حروبا في الحواري.

لم تفقد عدن زخمها وحركة التجارة والعمران فيها رغم حملات الإخوان المسلمين الممنهجة، ورغم ما عاشته المدينة من أحداث وما تعانيه من إهمال متعمد من قبل الشرعية والتحالف في آن واحد.

كما أن المخا بدأت تشق طريقها نحو النهوض وبخطوات يلاحظ من يتابعها أن هذه المدينة العتيقة بإمكانها أن تستعيد ولو قليلا من مجدها الغابر وفق معطيات وإمكانات الحاضر.. فمدينة ساحلية تتبع محافظة كبيرة كتعز وتواجدها على مسار جغرافي نحو الجنوب يمنحها فرصة صعود كبيرة.

لا تنمو وتكبر المدن بإنجاز للسلطات بل بالدور الفاعل للقطاع الخاص، ويكون دور السلطة هو توفير الخدمات العامة وتخطيط وإدارة نمو المدن واتساعها.. والمخا مدينة تملك محطة كهرباء إذا تم إعادة تأهيلها ستشكل حافزا مهما لاستقطاب رؤس الأموال إليها.

في المخا لا تجد أحيانا معلم بلاط او معلم بناء وتنتظر أسبوعا وأكثر بسبب تصاعد أعمال البناء، بينما هناك الكثير من العمالة المطلوبة تتواجد في تعز بدون عمل ولا يمنعها من التوجه إلى المخا إلا حملات التحريض التي يشنها إعلام الإخوان على المخا ويصورها كمنطقة مغلقة أمنيا لا مجال فيها للعمل، كما أن السكن يشكل هما كبيرا لكل من يذهب الى المخا بسبب ارتفاع الإيجارات بشكل مبالغ فيه.

المخا تكافح لتأخذ نصيبها من حركة المال والاستثمار العقاري والعمل التجاري رغم كونها مثقلة بحملات تحريض ذات بعد سياسي كما هو حال عدن، وكل تلك الحملات الغرض منها تحويل العمل التجاري الى مأرب، وحاليا بدأ الإعلام الإخواني يسوق شبوة كمكان واعد الى جانب مأرب.

توظيف الورقة السياسية للتأثير على حركة التجارة واستقطاب رأس المال والتحريض على مدن والترويج لمدن ينتج تشويشا لدى أصحاب المشاريع الصغيرة التي تعد العمود الفقري لنمو أي قطاع وأي منطقة.

خلال سنوات حصار مدينة تعز تحولت مدن الحجرية الصغيرة إلى مراكز جذب ومناطق استيعاب نازحين وفيها نشطت الحركة التجارية للقادمين من خارج الحجرية ونمت فرص الأنشطة التجارية التي كانت موجودة في السابق وارتفعت أسعار العقارات بشكل كبير خصوصا وأن الحجرية سجلت أعلى معدل استقرار أمني في مناطق الشرعية بوجود اللواء 35 مدرع وقائده الشهيد عدنان الحمادي.

اليوم وقد بدأت جحافل الإصلاح العسكرية والمليشاوية تتجه نحو الحجرية وتتموضع فيها فإن كل المشاريع التجارية التي هربت إلى الحجرية ستبحث عن ملاذ آمن، وهذا الملاذ يتمثل في مدينة المخا.. فهل تدرك سلطات المخا العسكرية والأمنية والمحلية ما هو مطلوب منها لاستيعاب هذا النزوح الإيجابي لحركة التجارة من الحجرية.

مدينة 2 ديسمبر السكنية التي تجهزها المقاومة الوطنية حال انتهاء بنائها ستعمل على استيعاب ما يزيد عن 70 % من السكان الذين استأجروا منازل في المخا، إضافة الى عملية البناء الحالية المستمرة وبهذا ستتراجع تكلفة السكن في المدينة والتي تعتبر الأعلى على مستوى اليمن كلها.

تحتاج المخا للاستفادة من الوضع الذي أفرزته الحرب لتأسيس بنية تحتية لعمل تجاري نشط، وبنمو قطاع الإسكان لن تكون المخا سوقا استهلاكيا طارئا بل ستستعيد المدينة ولو نصيبا من تاريخها التجاري العريق.