إشاعات سيئة حول أطباء يواجهون الجحيم.. وحالات تعافٍ جديدة تثبت العكس

السياسية - Sunday 31 May 2020 الساعة 11:30 am
عدن، نيوزيمن، هبة البهري:

نشرت د. زهى السعدي، على حائطها في الفيسبوك، وهي طبيبة في مركز العزل "الأمل" في مديرية البريقة بالعاصمة عدن، عن تشافي حالة جديدة من كوفيد19، وقالت: مبسوطة، ومثلما نشارككم الوجع نشارككم الفرحة.. 

أحمد، الأربعيني سائق الشاحنة، بعد ما وصل إلينا ونسبة الأكسجين في دمه أقل من 50، تم فصله امس من جهاز التنفس الاصطناعي وتحويله للاكسجين العادي بعد تعافيه.

وتابعت، يقول لي أحمد بعد تعافيه: "جزاكم الله خيرا، ويسامح اللي خوفونا وخلونا ادخل عندكم وانا انتظر متى بتخرجوا لي الابرة المميتة!".

ويحكي أحمد عن نقاش أخويه عند باب الامل عند وصوله، يقول الأخ الاصغر "لا تدخلوه، بيقتلوه"، بينما يقول الأخ الأكبر "دخلوه قده كذا كذا بيموت".

هكذا ينشر الناس اشاعات حول مركز الأمل أن جميع المرضى يخرجون من المركز جثثا هامدة، مما أثار الخوف والرعب بين أهالي عدن، ويخفي مروجو هذه الاشاعات أن الحالات التي تصل للمركز أغلبها حالات متأخرة قد أهلك المرض رئتيها وتمكن منها حتى مع اسعافها لا تستجيب للعلاج وتوافيها المنية.

عندما نسمع قصصا لأطباء يواجهون فيروس كورونا، فإن الصورة التي ترسم في أذهاننا هي عن الزي والكمامات والقرب الشديد من الأشخاص الحاملين للمرض، ولكننا نغفل عن جانب أهم وهو كيف تأثرت حياتهم الشخصية وعائلاتهم بالتحديد، فمنهم من ترك عائلته ليقبع في مواجهة الفيروس في مركز العزل.

ومن جهة أخرى يخشى الأطباء الإصابة بالفيروس ونقله الى عائلاتهم، في ظل صرح صحي متهالك وامكانات قليلة لم تلتفت لها حكومة الشرعية ولم تقدم أي دعم لخوض هذه الحرب والجائحة العالمية، بينما هناك من يتهم الأيادي البيضاء بأسوأ التهم -استخدامهم لإبر الموت- التي تبقت رغم إغلاق المشافي وتنصل بعض الأطباء من مهامهم. 

يقف الأطباء والممرضون على الخطوط الأمامية في مواجهة تفشي فيروس كورونا، يتحملون مخاطر كبيرة في سعيهم لإنقاذ المرضى، علاوة على الضغوط النفسية الهائلة وهم يرون من يفقدون حياتهم جراء المرض، تجاربهم الإنسانية فريدة وعميقة.