كورونا والعقوبات تخنق اقتصاد إيران ومخاوف من التمرد بسبب الفقر

العالم - Sunday 12 July 2020 الساعة 09:00 am
نيوزيمن، وكالات:

أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني، السبت، قلقه من تداعيات تفشي كورونا في ظل صعوبة العودة للاغلاق الكامل لمواجهة الموجة الثانية من الفيروس، منبها أن العودة للاغلاق تعني تفشي الفقر والمجاعة في بلاده، التي تعاني من تدهور اقتصادي وانهيار سعر العملة بسبب العقوبات الأمريكية.

وقال ”أسهل خيار هو إغلاق كل شيء... لكن حينها سيتدفق الناس إلى الشوارع بسبب الجوع والبطالة“.

ووجه الرئيس الايراني في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي بمنع الاحتفالات والتجمعات للحد من انتشار فيروس كورونا، لكنه شدد على ضرورة أن يبقى اقتصاد البلاد مفتوحا.

وقال روحاني ”لا بد أن نحظر المراسم والتجمعات في كل أنحاء البلاد سواء كانت تجمعات عزاء أو حفلات زفاف أو احتفالات“.

وتابع ”الآن لیس زمن انطلاق المهرجانات والاجتماعات“، مضيفا أن حتى اختبارات الالتحاق بالجامعات قد تتوقف.

وعقب الكلمة ، أعلن مسؤول بالشرطة في طهران عن إغلاق كل قاعات الزفاف أو العزاء بالعاصمة إلى حين إشعار آخر.

وخففت إيران تدريجيا من قيود العزل العام والإغلاق المفروضة منذ منتصف أبريل ، لكنها سجلت في الآونة الأخيرة زيادة حادة في معدل الإصابة بالفيروس.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة سيما سادات لاري في بيان بثه التلفزيون السبت إن عدد الوفيات زاد 188 حالة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ليصل إلى 12635 حالة وفاة في حين ارتفعت عدد الإصابات إلى 255117 إصابة بعد تسجيل 2397 حالة جديدة.

ومع تسجيل أعداد متزايدة من الإصابات والوفيات في الأسابيع الماضية، اتخذت السلطات الإيرانية قرارا بجعل وضع الكمامة الطبية إلزاميا في الأماكن العامة المغلقة، وسمحت للمحافظات الأكثر تضررا بفرض إجراءات وقيود للحؤول دون تفشي الفيروس.

وكان روحاني ومسؤولون آخرون قد أرجعوا زيادة عدد الإصابات في جانب منها إلى تجمع الناس في حفلات زفاف أو تجمعات عزاء أو غيرها من المناسبات.

وحذر مستشار لدى قوة مكافحة فيروس كورونا في إيران من أن الجائحة قد تودي بحياة ما بين 50 و60 ألف شخص ما لم تُتخذ الإجراءات الملائمة.


ونقلت وكالة أنباء الطلبة عن المستشار حسين قناعتي قوله ”الموجة الثانية، التي ستحل في الخريف، ستكون أشد فتكا بكثير“.

وتخشى السلطات الإيرانية في خضم جهودها لاحتواء الفيروس أن يؤدي اتخاذ إجراءات أشد إلى إضعاف اقتصاد منهك بالفعل.

وكان وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، حذر الأربعاء من احتمال حصول "تمرد بسبب الفقر" في البلاد، محمّلا العقوبات الأميركية مسؤولية "الخزائن (المالية) الفارغة" للحكومة. 

وشدد في تصريحات عبر القناة التلفزيونية الرسمية، على أن قرار إعادة السماح بالنشاطات الاقتصادية لم يكن بسبب عدم إدراك السلطات لمخاطر الفيروس، بل لأن الاقتصاد الإيراني "لم يعد قادرا على التحمل".

وطالت العقوبات الأميركية صادرات النفط الإيراني بشكل رئيسي، إضافة إلى عدد من المجالات الاقتصادية الأخرى، ما دفع طهران للتعويل على الصادرات غير النفطية، والتي شهدت تراجعا في الأشهر الماضية بسبب قيود "كوفيد-19" وإغلاق الحدود.

وأدى ذلك إلى تسريع تدهور قيمة الريال الإيراني مقابل الدولار، ما يهدد بمفاقمة نسبة التضخم المرتفعة أصلا.

ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة ستة بالمئة هذا العام.