إريتري تعايش مع بساطة أهل الساحل 17 عاماً فأصبح منهم
المخا تهامة - Thursday 16 July 2020 الساعة 10:30 amيوصف سكان السواحل بأنهم الأكثر تقبلاً للتعايش مع الغرباء، ولذا كانت المناطق الساحلية أرض الله التي يلتقي فيها البشر من كل الأمكنة، ليشكلوا مجتمعات متجانسة يسودها الإخاء والتعايش.
محمد عبده، إريتري، تعايش مع بساطة أهل سكان الزهاري بالمخا، واعتاش معهم في الحرب والسلم، في الرخاء والشدة، في موسم الصيد وفي انقطاعه، كما في موسم البلح والمناصف واستوطن هناك بجوار البحر منذ 17 عاماً.
قدم محمد عام 2003 من الضفة الأخرى للبحر الأحمر، ولم يعد إلى إريتريا منذ ذلك العام، بل ظل هنا يعيش مع أهلها، كعامل في مركز الإنزال السمكي الذي رممته دولة الإمارات العربية المتحدة قبل عام.
يسكن في غرفة قرب البحر، يتكلم لهجة أهل المخا، يمزح مع الأهالي كأنه أحدهم، إلى حد أنه من الصعب تمييزه.
يقول لنيوزيمن، ساخراً، أنا جدي كبيرهم وخالي من يصطاد أكثر الأسماك ويعطيني أكثر من الآخرين.
يجيب مازحاً على سؤال حول ما إذا كان قد تعرض لمضايقة السكان: "لا أحد يعترض طريقي، حتى الحوثيين لم يعترضوا لي أثناء تواجدهم هنا وإن كانوا ملأوا المكان بالمتفجرات والألغام، كنت أعيش هنا إلى أن تم طردهم من المخا".
يضيف "كذلك المقاومة -قاصدا القوات المشتركة- لم تتعرض لي. أمكث هنا كمعظم أهل القرية".
ظل محمد عبده، يعيش كعادته قرب البحر، يعمل في مركز الإنزال السمكي، من خلال نقل الأسماك وتعبئتها وإضافة الثلج لوكلاء التوزيع.
وللشاب محمد أمنيته يتمنى تحقيقها، وهي الزواج والاستقرار الأسري، قال بلهجة أهل الساحل "اشا بيسو من شان أزوج".
تعود أهل المنطقة عليه، كما اعتاد عليه الزائرون في ذلك المكان، لحديثه ومزاحه معهم. إنها بساطة سكان الساحل وطبيعتها القابلة للتعايش والسلام. والمخا ليست ببعيد عن الخوخة التي يسكن في حارة بكاملها إريتريون استوطنوا كأهلها، وعاشوا منذ زمن بعيد.