معاذ المقطري: نهبت الإمامة الحجرية بذريعة أنها قد تكون “بريطانية”.. و”سالم” يقول “إماراتية”
السياسية - Saturday 25 July 2020 الساعة 07:13 pm
في مقيل جمعني بأصدقاء لي في جبل صبران، أمس، تأكد لي أن ما تسمى بقوات الشرطة العسكرية انسحبت من الجبل، وعسكرت في قرية صبران التي سُمي الجبل باسمها، ما يجعل هذه المليشيات المقنعة تقترب أكثر من عزلة ذبحان بحدودها الإدارية الحديثة.
ذبحان بفضائها القديم (التربة، جبل، صبران، بني غازي، المشارقة، الأشاعر) هي المنطقة التي اندمج فيها الجزء الأكبر من النزوح الكبير الذي استضافته الحجرية خلال السنوات الخمس الأخيرة.
على أنها اليوم ساحة مواجهات دامية، تجلى فيها قبح التشكيلات المليشياوية، المسماة بالجيش الوطني في تعز!
وانطلاقاً من تربة ذبحان تصوب الكثير من النيران بأحجامها وأنواعها المختلفة صوب ذبحان، العزلة التي توسع فيها العمران على نحو أزال الحد الفاصل بين ديار بني النعمان في الجبانة، وقرية الكباب الملاصقة لها.
تضيق ساحة المواجهات في فضائها القديم، لتصبح ديار الكباب والنعمان هي الجدار الأخير الذي إذا ما انهار انهارت أحلام وتتطلعات الخلاص لأحفاد من غاصوا في كل بحر واحترفوا المهن في كل أرض، وشربوا النبيذ من كل كرم..
خارطة مواجهات الأخوة/ الأعداء، وفي القلب منها ذبحان، تعيد إلى الاذهان ذلك الهجوم الذي نفذه علي الوزير وقواته في أربعينيات القرن الماضي على ذبحان، حيث مارست حملة الوزير تلك أعمالاً فظيعة! لقد نهبت ديار بني النعمان واقتادت عشرات الرجال إلى سجون حجة..
جرى ذلك بوشاية من شيوخ منافسين لبني النعمان في الحجرية، مفادها أن الشيخ عبد الوهاب نعمان (والد الفضول) يسعى لدى المندوب السامي البريطاني في عدن إلى فصل الحجرية عن دولة الأئمة الزيدية، وضمها إلى سلطنات الجنوب العربي..
ما أشبه الليلة بالبارحة؛ بلدة الشاعر الذي قال: "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا" تواجه هجوماً دنيء الدوافع وأدنى من الوطنية بتهمة أن المنطقة عميلة مع الإمارات أو هكذا قال سالم!
ذاتها التهمة التي ساقها علي الوزير والي تعز لتصفية والد الشاعر الفصول..
الموقع الجغرافي للحجرية يمكن خصومها من كيل تهم كهذه، كلما حل انحطاط كالذي نعيشه اليوم..
على أن ذبحان ستنتصر من حيث هي فكرة ووجدان وعبقرية مكان.
*معاذ كاتب وناشط ورئيس مركز باب المندب للدراسات