زبيب العيد في زمن الحوثي.. لمن استطاع إليه سبيلاً

السياسية - Wednesday 29 July 2020 الساعة 11:15 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

خرجت جعالة العيد المعروفة في اليمن باسم الزبيب، وملحقاتها من المكسرات والحلويات، عن نطاق القدرة الشرائية للعائلات والأسر اليمنية ومن باتوا معدومي الدخل، وهم الغالبية العظمى في مناطق صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

ومنذ استولت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- على مرتبات الموظفين وإيرادات السلطات المحلية في تلك المناطق عقب انقلابها المسلح في سبتمبر 2014م، هبط مستوى دخل الفرد إلى ادنى مستوى له في تاريخ الجمهورية اليمنية، واصبحت حلويات الأعياد التي اعتادت الأسر اليمنية على شرائها سنويا، كما لو انها مثل فريضة الحج، لمن استطاع اليه سبيلا.

ويقول صالح الخولاني -تاجر زبيب ومكسرات وبهارات- أنّ أسعار سلعة الزبيب في محلّه التجاري، تتراوح ما بين 1500 ريال إلى 9000 ريال للكيلو الواحد، بحسب جودة الزبيب، مشيرا كذلك إلى تراوح اسعار الزبيب الخارجي (مستورد من الصين وايران والهند) ما بين 2500 ريال إلى 3000 ريال للكيلو الواحد من هذه الأنواع.

وفي حديثه إلى (نيوزيمن) يؤكد التاجر الخولاني تراجع الاقبال على طلب الزبيب البلدي مقابل تنامي الطلب على الزبيب الخارجي، عازياً ذلك إلى انخفاض أسعار الاخير، وتراجع مستوى دخل الفرد في صنعاء "اضطر الموظف ومحدودو الدخل إلى الاستغناء عن شراء الزبيب البلدي".

لم يعد تقديم الزبيب الخارجي للضيوف ضمن مائدة جعالة العيد عيباً، كما جرت عليه العادة في صنعاء وضواحيها، ولم يعد حضور الزبيب البلدي على رأس مائدة العيد مبعث فخر لمعظم العائلات والأسر اليمنية، هكذا يستنتج علي الروني -مهندس سيارات- مشيراً إلى أنّ المتغيرات الاقتصادية والازمة والحرب وتوقف صرف المرتبات، عوامل عديدة احدثت تغييراً في نمط الحياة المعيشية للناس وليس فقط في عادات وتقاليد العيد.

وفي متجر محمد الهمداني لبيع المكسرات وحلويات العيد بصنعاء، يؤكد مالك المتجر هو الآخر تراجع القدرة الشرائية للمواطنين لسلعة الزبيب البلدي واللوز وغيرها من المكسرات بسبب ارتفاع اسعارها وانقطاع المرتبات، مشيراً في حديثه إلى (نيوزيمن) إلى تراوح اسعار الزبيب البلدي في متجره ما بين 2000 إلى 10000 ريال للكيلو الواحد بحسب درجة الجودة، فيما تتراوح اسعار الزبيب المستورد من الصين وايران والهند ما بين 2700 - 3000 ريال للكيلو الواحد.

ويعدّ الزبيب اليمني واحداً من أروع وأجود المنتجات على مستوى العالم، وحسب المصادر التاريخية فقد اشتُهرت اليمن بالعنب الفاخر ذي القيمة الغذائية والعلاجية العالية، ومن اشهر انواعه الزبيب الرازقي والبياض والزبيب الأسود.

وتُعرف مناطق بني حشيش، وخولان، وسنحان، وبني الحارث، وأرحب، وهمدان ووادي ظهر في محافظة صنعاء بزراعة أكثر من 20 نوعاً تقريباً من العنب، الذي يقوم المزارعون هناك بتجفيف الجزء الأكبر منه وتحويله إلى زبيب، (تعريضه للشمس والهواء)، وهي عملية تقليدية تستغرق ما بين 40 إلى 70 يوما تقريباً.