السيول تتسبب بالعديد من الأضرار والوفيات في معظم محافظات الجمهورية

السياسية - Sunday 09 August 2020 الساعة 11:30 am
نيوزيمن، تقرير خاص:

أدى هطول أمطار غزيرة على معظم مناطق وقرى اليمن، خلال يونيو ويوليو الماضيين وأغسطس الجاري، إلى أضرار كبيرة وخسائر في الأرواح والممتلكات.

أهم تلك المحافظات التي تعرضت لأضرار بالغة: الحديدة، مأرب، صنعاء، حجة، ريمة، إب، ذمار، عمران، المحويت، حضرموت، تعز، شبوة والجوف.

وكانت هناك إحصائيات أولية أفادت بمقتل أكثر من 18 شخصا في 4 محافظات على الأقل وإصابة العشرات خلال الأيام القليلة الماضية، فيما تضررت مئات الأسر جراء تدفق السيول.

إضافة إلى ذلك انهيار العديد من البيوت، وانفجار سد "الرونة" بمحافظة عمران مديرية حبابة، وارتفاع منسوب سد مأرب، وحدوث فيضانات غير مسبوقة جرفت في طريقها عشرات البيوت والممتلكات. 

مأرب

شهدت محافظة مأرب الواقعة تحت سيطرة حكومة الشرعية أمطارًا ورياحًا شديدة، وارتفاع منسوب مياه السد لأول مرة منذ 4 عقود.

وقد لحقت الأمطار أضرار شديدة بالمواطنين وممتلكاتهم والبنى التحتية ومخيمات النازحين.

في آخر إحصائية له أعلن مكتب صحة مأرب عن وصول 6 حالات غرق إلى المستشفيات، توفي منها 4 حالات وحالتان ما زالتا في العناية المركزة.

المكتب نفسه كان قد ناشد المواطنين الابتعاد عن مجاري السيول، وضرورة تدخل الدفاع المدني بعدم السماح للمواطنين التنزه بالقرب من تلك المناطق.

كما كان المكتب قد أعلن، في وقت سابق، عن وصول 21 حالة إلى مستشفيات مأرب، منها 17 حالة متوفية و4 حالات مصابة نتيحة للأمطار وارتفاع منسوب السد.

التقارير أكدت أن حالتين من الإصابات هما من النساء بعد أن جرفتهما السيول، وهناك حالة واحدة من إجمالي الوفيات توفيت نتيجة "صاعقة رعدية".

الوفيات بينهم 8 حالات من الأطفال، فيما 9 حالات من كبار السن، علمًا أن جميع الحالات وصلت إلى المستشفى بعد وفاتها.

الحالات توزعت على مديريات صرواح، والجوبة، وحريب، والوادي وريف مدينة مأرب، وهي إحصائية أولية حتى 6 أغسطس الجاري. 

من جهة أخرى أفادت التقارير بتسبب ارتفاع منسوب سد مأرب، بأضرار في عديد من مخيمات النازحين، ومزارع المواطنين، والثروة الحيوانية والأشجار، وشبكة المياه، كما أدى إلى عزل مديرية "مراد" عن باقي المناطق.

وكان عدد الأسر التي تضررت بفعل السيول في المخيمات أكثر من 1300 أسرة من بين 4800 تقطن بالقرب من حوض منطقة السد.

إجمالي الأسر المتضررة في المديريات بشكل عام وبحسب الاحصائيات أكثر من 16 ألف أسرة، منها 3500 تضررت بشكل كامل و1300 بشكل جزئي.

وأكدت التقارير أن الأضرار شملت بعض المباني، كما جرفت السيول خيام وأكواخ أكثر من 400 أسرة ما ألحق الضرر بها بشكل كلي.

ناهيك عن إتلاف السيول كميات كبيرة من مواد الإيواء والغذاء لما يقارب 900 أسرة، غير ذلك تضرر خزانات المياه وشبكات الصرف الصحي والطرقات.

كما جرفت السيول بقعا واسعة من الإسفلت، وما يقارب 8 كم من الطرقات المعبدة، وتم تدمير أكثر من 40 بئرا، بالإضافة إلى العديد من المحولات الكهربائية، و50 عمود كهرباء في مديرية "صرواح" فقط الواقع فيها السد.

ولم توضح لجان حصر الأضرار حجم الخسائر بشكل نهائي، لكنها رفعت تقارير بأن المتضررين يحتاجون إلى ما يقارب 20.000 مأوى، ومثلها سلال غذائية عاجلة، وكذلك تقديم معونات مادية لعدد 500 أسرة كي تستطيع الحركة والتنقل لإيجاد مأوى.

الحديدة وحجة

من أوائل المناطق التي تم تصنيفها كمناطق "منكوبة" هي مناطق تهامة الواقعة ضمن محافظة الحديدة في الساحل الغربي. حيث أحدثت السيول أضرارا بالغة أدت بعشرات الأسر إلى المبيت في العراء بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم.

وكانت الجهة الشمالية الواقع فيها مديرية القناوص، والزهرة، واللحية، قد تعرضت لأضرار كبيرة، حيث قدر عدد الوفيات كإحصائية أولية ب13 مواطنا، كما جرفت السيول 50 منزلًا، هذا غير الأراضي الزراعية والأبقار والمواشي.

مفوضية شؤون اللاجئين كانت قد ذكرت بأن الأمطار الغزيرة، أدت إلى أضرار جسيمة طالت 9000 أسرة في محافظتي حجة والحديدة.

مصادر أخرى أوضحت أن السيول خلفت دماراً كبيرًا في قرى واديرة وادي سهام ومديرية "المراوعة"، كما توفيت امرأة وطفل و3 رجال وآخر مفقود.

ويعد المواطنون الذين تعرضوا للأضرار من ذوي الدخل المحدود، وأصحاب البيوت البسيطة.

اللافت في الأمر هو تأخر المنظمات الإغاثية، حيث أكد مهتمون أن الأمر متعلق بالسلطة المحلية الغائبة.

المواطنون المتضررون في مناطق تهامة منذ اللحظات الأولى وهم بحاجة لمواد الإيواء بدرجة أساسية.

كما أشارت التقارير إلى أن بعض سكان مدينة "الخوخة" ممن تعرضوا للأضرار، لا يملكون ما ينامون عليه بعد أن فقدوا كل شيء.

من جهة ثانية لا تزال مراكز الأرصاد العالمية، تتوقع استمرار هطول أمطار شديدة خلال ال 10 أيام القادمة.

مؤكدين أنها قد تصل في بعض مناطق شمال الحديدة إلى 221 مليمتر، وهو رقم قياسي بحسب الأرصاد؛ ما قد يؤدي إلى أضرار بالغة في المناطق المنخفضة والأودية ومجاري السيول.

ومن ضمن تلك المحافظات التي شملها التحذير، الحديدة، المحويت، عمران، حجة، صنعاء ذمار، إب، ريمة، صنعاء، وتعز.

مدينة زبيد التاريخية

انهارت العديد من منازل مدينة زبيد الأثرية بسبب الأمطار التي هطلت على محافظة الحديدة.

وزارة الثقافة في حكومة الشرعية، وجهت خلال اليومين الماضيين بضرورة حماية ما يقارب 6 مدن تاريخية، باستثناء مدينة زبيد.

الأمر الذي أثار غضب بعض المهتمين من أبناء محافظة الحديدة، متهمين الحكومة ووزارة دماج بالتقصير والمحسوبية والانتقائية غير المبررة.

كما لحقت أضرار كبيرة خلال الشهرين الماضيين بمنازل النازحين في مخيمات "بني المشطاء" في مديرية "عبس" محافظة حجة، ما تسبب بمعاناة واسعة للمواطنين في ظل غياب السلطة المحلية والمنظمات، وانعدام كامل لمعدات الإغاثة.

وكان 3 مواطنين نازحين قد لقوا حتفهم أواخر شهر يوليو/ في مديرية "عبس" كما تضررت العديد من البيوت في مديرية "بني قيس".

صنعاء وعمران والمحويت

صنعاء وعمران وأمانة العاصمة والمحويت، تعرضت لأمطار شديدة وعواصف رعدية وبروق لم تشهدهها منذ عقود.

مصادر رسمية كانت قد أكدت في وقت سابق وفاة 7 أشخاص وإصابة آخرين، إثر انهيار أكثر من 5 منازل في عدد من مديريات أمانة العاصمة، من ضمنها انهيار "فندق الثورة" بشارع خولان بجوار مبنى مستشفى الثورة في ال27 من يوليو/ الماضي؛ والذي راح ضحيته 4 قتلى ومثلهم جرحى بينهم طبيب.

تقارير أخرى أفادت بأن معظم بيوت المدينة القديمة كانت بحاجة للترميم قبل 11 عامًا، وأن الإهمال قد يتسبب بتدمير وسقوط حوالي 2542 منزلًا، منها 1467 كانت بحاجة إلى ترميمات عاجلة.

أما في محافظة عمران فقد كان الحدث الأبرز هو انهيار سد "الرونة" في مديرية ثلا منطقة حبابة في 3 أغسطس/ من الشهر الجاري، نتيجة الأمطار التي هطلت بغزارة، والتي تسببت بتدفق المياه نحو منازل ومزارع المواطنين، وقطع الطرق الرئيسة كخط عمران المحويت.

وقد أعلنت حينها ميليشيا الحوثي عن تهدم أربعة منازل وإجلاء 30 أسرة، نتيجة انهيار سد الرونة.

في أمانة العاصمة أيضا تسببت سيول الأمطار بتدمير أجزاء واسعة تقدر بنحو 15 مترًا من سور المدينة القديمة في الجهة الجنوبية.

وفي يوم الأربعاء فقط ال 5 من أغسطس 2020 انهارت 4 منازل بالقرب من "ساحة بروم" و"الجامع الكبير" وحي "صلاح الدين" أمام أنظار المواطنين.

كما ذكرت مصادر مؤكدة وفاة امرأتين وطفل وإصابة أخريات بمنطقة وادي ظهر مديرية "همدان" جراء تهدم منازلهم.

وفي أمانة العاصمة أيضًا توفي 3 أطفال في منطقة "نقم"، وآخر في "دار سلم" من أبناء الحديدة المهمشين كان يسبح داخل النفق، يبلغ من العمر 35 عامًا وأب ل 6 أبناء.

في المحويت توفي وأصيب ما لا يقل عن 12 مواطنًا في مديرية "الرجم" أواخر يوليو، بعد خروج الباص الذي كانوا على متنه عن الطريق العام بسبب الأمطار.

بيت البردوني

قبل يومين تداول ناشطون ومواطنون صورًا لمنزل شاعر اليمن الكبير الراحل عبد الله البردوني في صنعاء القديمة وقد تهدم بالكامل.

الناشطون تناقلوا الخبر بحزن شديد، وسط غياب تام للسلطة المحلية المتمثلة بمليشيا الحوثي.

إب

توفي مواطن في مديرية "السدة" نتيجة لانهيارات صخرية على إحدى السيارات، كما أصيب آخران في نفس الحادثة وتضرر العديد من المنازل والطرقات والأراضي الزراعية في وادي بنا.

الانهيارات الصخرية تحولت إلى عقاب في المحافظة، فقد أدت إلى قطع طرق رئيسية من بينها طريق السدة كتاب، وطريق الدائري الذي يربط بين منطقة السحول ومدينة إب.

إضافة إلى ذلك تناقلت وسائل إعلام يمنية استمرار هطول الأمطار على المحافظة، وأن المواطنين ورجال الأمن قاموا بانتشال 6 جثث جرفتها السيول.

شبوة

لم تسجل المحافظة أي حالة وفاة حتى اللحظة، باستثناء جرف السيول للعديد من بيوت النحل والممتلكات والأراضي الزراعية، وأضرار بالغة في الطرقات.

حضرموت

تعرضت المحافظة لأمطار غزيرة طوال الأشهر الماضية وهو ما أدى إلى مصرع 9 بينهم 5 أطفال مطلع يونيو الماضي.

أواخر يوليو، تعرض مطار سيئون إلى أضرار بالغة، أدى إلى إيقاف استقبال الرحلات، وقد استدعى السلطة المحلية القيام ببعض الإصلاحات في مدرج المطار وبعض قنوات التصريف.

بالإضافة إلى تعرض مدينة شبام حضرموت لبعض الأضرار، وتهدم بعض المنازل وتضرر مخيمات النازحين.

ذمار وريمة

سجلت التقارير وفاة 9 أشخاص بينهم 5 نساء في مديرية الجعفرية ومناطق مجاورة من محافظة ريمة، جراء انهيار العديد من المنازل وأحد الجوامع.

محافظة ذمار هي الأخرى تعرضت لأمطار غزيرة، خلفت أضرارا كبيرة في الممتلكات وفاضت فيها العديد من السدود، كما كانت هناك تخوفات من أي انهيار مفاجئ لها.

وحاصرت السيول عددًا من الأحياء بمدينة "معبر" والقرى المجاورة، وتسببت بانقطاع بعض الطرق الرئيسية والفرعية.

أما محافظة ريمة فقد تقطعت أوصالها وطرقاتها بسبب الانهيارات الصخرية والترابية، ونظرا لأنها من أكثر المحافظات وعورة، فقد عانى المواطنون في فتح بعض الطرق التي تقع أعلى الجبال.