الحوثي وتجمعات خُرافة الولاية.. تقديم اليمنيين قُرباناً لفيروس كورونا

السياسية - Monday 10 August 2020 الساعة 11:50 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

عاودت مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- تنظيم فعالياتها التحشيدية ذات الأبعاد الطائفية والمذهبية، مستغلة أجهزة وممتلكات الدولة وإمكانياتها لتحشيد أفراد المجتمعات المحلية لتحقيق أغراض سياسية استعراضية تحت شعارات دينية، تُكرّس فيها انقسام اليمنيين وتعرّض حياتهم للخطر وتقدمهم لقمة سائغة لفيروس كورونا المستجد.

ورغم أن الفعالية المسمّاة "يوم الولاية" يمكن اعتبارها معتقدا ثقافيا للجماعة وحدها، إلاّ أنّ مليشيا الحوثي ألزمت من يفترض أنهم محافظو ووكلاء المحافظات ومديرو المديريات ومسئولو السلطات المحلية ومديرو المكاتب التنفيذية وأمناء وأعضاء المجالس المحلية وعقّال الحارات وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وموظفو الجهاز الإداري والقطاع العام والمختلط، لتنظيم وحضور فعاليات ما يسمونها ذكرى يوم الولاية، كما ألزمتهم بتوظيف كل أجهزة الدولة الرسمية لهذه الفعاليات.

اختبار ولاء الانتهازيين

وتحاول مليشيا الحوثي من خلال هذه الفعاليات ذات الابعاد الطائفية والمذهبية تكريس فكرتها العنصرية السلالية ومزاعم أحقيتها في الحكم والتفرّد بالسلطة..

ويرى الباحث الاجتماعي والسياسي، عبدالعزيز نشوان، أن المليشيا الحوثية بهذه الفعاليات إنما تحاول الاطمئنان لاستمرار بقائها في السلطة، وإشغالها كسلطة افتراضية بما ليس من وظائفها وواجباتها الأساسية كأي سلطة افتراضية تجاه المواطنين والمجتمعات المحلية في مناطق سيطرتها.

وفي حديثه إلى (نيوزيمن) يعتقد عبدالعزيز نشوان أنّ مليشيا الحوثي تحتاج لمثل هذه الفعاليات الاحتشادية لاختبار ولاء الانتهازيين العاملين معها وتنقيتهم من جهة، واستمرار إثبات ولائها وتبعيتها لإيران من جهة ثانية، إذ إنها تحتاج من حين لآخر القول إنها ما زالت تملك زمام المبادرة في التّحكم بالشارع وجمهور الرأي العام في مناطق سيطرتها على الأقل.

استهتار بأرواح اليمنيين

مشيراً كذلك إلى ما تشكّله مثل هذه الفعاليات من فرصة ثمنية لمشرفي مليشيا الحوثي لتحقيق ارباح ومكاسب مالية، من خلال فرض الإتاوات والجبايات المالية على الباعة والعاملين في القطاع التجاري، وبيع اكبر كمية ممكنة من المواد الغذائية، التي يتم جمعها بانتهازية مفرطة تحت لافتات التنظيم والاعداد والتجهيز للفعاليات.

وتكشف تجمعات ما يسمى يوم الولاية المزعومة استرخاص مليشيا الحوثي واستهتارها بأرواح المواطنين في مناطق سيطرتها، باعتبار أنّ مثل هذه التجمعات تعد بيئة خصبة لانتشار وتمدد فيروس كورونا المستجد covid19، والذي يستمر في حصد أرواح اليمنيين في معظم المحافظات وسط تكتم المليشيا على حجم انتشار الوباء واعداد ضحاياه.

وحذّر عاملون في القطاع الصحي في صنعاء من أنّ مثل هذه التجمعات سوف يعزّز من تفشي الوباء ويعيد الحالة الوبائية إلى ذورة التفشي.

تلاصق اجتماعي في زمن كورونا

ويعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات من أهم تعاليم منظمة الصحة العالمية والإجراءات الوقائية المتبعة في جميع دول العالم لمحاصرة جائحة فيروس كورونا والحد من انتشارها.

وأظهرت صور لفعاليات المليشيا الحوثي بما سمي يوم الولاية تقاربا لصيقا بين المشاركين وعدم ارتدائهم للكمامات، ما يعني انتشار فيروس كورونا بسهولة من خلال رذاذ القطيرات الصغيرة الناتجة من السعال والعطس والصراخ، أو من خلال الاتصال الجسدي مثل المصافحة اليدوية.

وتأتي تجمعات مليشيا الحوثي في وقت تتوالى التحذيرات الأممية من سرعة تفشي فيروس كورونا في البلاد، في ظل تحديات نقص المساعدات الإنسانية، وأشار تقرير حديث لمكتب منسقة الأمم المتحدة في اليمن، إلى "استمرارية تفشي كورونا سريعا، حيث يموت العديد من الأشخاص بأعراض الفيروس".

تزايد معدّل وفيات كورونا في اليمن 

وفي وقت سابق كشفت الأمم المتحدة عن ارتفاع معدل الوفيات بفيروس كورونا في اليمن إلى 27% من حالات الإصابة المعلنة رسميا، معتبرة ذلك مثيرا للقلق، كون هذا المعدل يزيد عن خمسة أضعاف المتوسط العالمي لوفيات الفيروس الذي يبلغ نحو 4%.

وكشفت دراسة طبية حديثة أن كمامات الوجه والتباعد الاجتماعي يقللان من فرص الإصابة بفيروس كورونا الجديد بشكل كبير، وأوضحت الدراسة، التي وصفت بأنها الأكثر شمولية، أن التباعد الاجتماعي يمكن أن يحد من فرصة الإصابة بفيروس كورونا الجديد المسبب لمرض كوفيد-19 إلى أقل من 3 في المئة.

وكانت مليشيا الحوثي اعتبرت فيروس كورونا المستجد، عملاً أمريكياً ممنهجاً ومقصوداً، يستهدف الصين ومن قالت إنها مجتمعات إسلامية، في إشارة إلى دولة إيران، وتتكتم مليشيا الحوثي على حجم انتشار فيروس كورونا وأعداد ضحاياه، زاعمة أن الإعلان عن أعداد الضحايا "يثير الرعب ويؤثر على العامل النفسي"، في مخالفة صريحة للقانون اليمني الذي يعتبر إخفاء ذلك جريمة يعاقب عليها.