اللص عبدالملك

السياسية - Wednesday 12 August 2020 الساعة 11:00 am
نيوزيمن، كتب/ راجح المنقب:

بدلاً من الشعور بالخجل بعد سرقته 35 مليار ريال كانت مخصصة لدفع رواتب الموظفين المدنيين، افتعل عبدالملك الحوثي وعصابته أزمة، وكل يوم يبتكرون وسيلة جديدة لإهانة اليمنيين وإذلالهم. 

في 2019م وضمن جهود الأمم المتحدة لتغطية سلطة الحوثي والتحايل على اليمنيين، تم إبرام اتفاق يقضي بتخصيص عائدات ميناء الحديدة من الجمارك والوقود وغيرها من السلع لصالح دفع رواتب الموظفين.

الحوثي من جهته لم يلتزم بالاتفاق الذي وقعه، لأنه في الأصل كان اتفاقا صوريا هدفه إبقاء ميناء الحديدة تحت سلطة الحوثي وليس من اجل اليمنيين. 

ومؤخرا أعلنت الأمم المتحدة قيام الحوثي بسرقة المبالغ دون ان تحدد الرقم المقدر بحوالي 35 مليار ريال (58 مليون دولار أمريكي) حسب "الاناضول".

السرقة ليست حديثة، لكن الحوثي كان مطيعا، ولم يكن هناك ما يستدعي معاقبته. وبعد عودته لعصيان العم سام و"الشقيقة الكبرى" تم إيقاف وصول شحنت النفط. 

في الحقيقة لم يتم احتجاز السفن كثيرا، فسرعان ما تم الإذعان للحوثي وكالعادة سمح لعدد من السفن بالدخول بشكل استثنائي وهو ما يحدث منذ 2018.

لكن حسب بعض المصادر، يهتم الحوثيون اكثر بشحنات تعود إلى هوامير الجماعة على رأسهم محمد عبدالسلام ومحمد علي الحوثي وأبو علي الحاكم. فجن جنون الجماعة وقرروا الانتقام من اليمنيين، وتهديد الأمم المتحدة وامريكا وإسرائيل والتحالف بمعاقبة اليمنيين.

بعد سرقة رواتب الموظفين، ظهر عبدالملك يلقي خطابا عن خطر المخدرات، ولم ينس رفع سبابته في وجه شعب لم يعد قادرا على شراء اساسيات العيش. وبدأت أزمة الوقود المفتعلة في صنعاء.

وكل يوم يبتكر الحوثيون طريقة جديدة في اذلال اليمنيين واهانتهم. فمحطات الوقود لا يحق لها العمل إلا بوجود مشرف الجماعة الذي يحضر متى ما يريد.

المحطات التي كانت تعمل على مدار الساعة أو على الأقل 18 ساعة في اليوم والليلة، لم يعد يسمح لها العمل أكثر من 6 ساعات. 

يحضر المشرف في الوقت الذي يريد، الساعة التاسعة صباحا، وبعد توجيه اهاناته العلنية للمتزاحمين منذ أيام يتم السماح ببدء تزويد السيارات بكميات محدودة من الوقود. وتمنع محطات الوقود من العمل بكل طاقتها لإبقاء طوابير السيارات لأطول وقت ممكن. في المحطات التي تحتوي على 6 مضخات مثلا يسمح بتشغيل مضختين فقط.

يستمر العمل حتى الظهر، فيغادر المشرف للغداء و"عودي قات" مقفلا المحطة غير مكترث بطوابير الناس، ويعود في الثالثة أو الرابعة عصرا، ويستمر العمل حتى السادسة، ثم تم تمديد الوقت إلى الثامنة. 

جداول عمل المحطات تحول إلى بورصة مافيا أخرى. يتم تسريبه لمافيا السوق السوداء أولا. وفي وقت متأخر ينشر للعامة. ليس هذا فقط. 

تصطف السيارات امام المحطات المعلن انها ستزودهم بالوقود لأيام، فيسمح لهذه المحطات بالعمل لست ساعات، ثم تغلق ويعلن عن محطات أخرى. تنتقل إليها الطوابير وبعد أيام تعمل ست ساعات، ثم يطلب من السيارات العودة إلى المحطات السابقة. المحطات مكتظة بالوقود لكن لا يسمح لها العمل بشكل متواصل.

في المقابل توجد اكثر من عشر محطات وقود في صنعاء مخصصة لتزويد رجال الجماعة بالوقود في أي وقت ودون أي طوابير. ورغم نشر فيديوهات عبر مواقع التواصل لهذه المحطات، إلا ان الامر مستمر حتى اليوم رغم مزاعم الجماعة انها اغلقتها. بينها محطة المحروقات، ومحطة الزراعة ومحطة القطوف في شارع الجزائر، ومحطة بترو كار في الجراف، وغيرها.

ازمة الوقود موجودة في صنعاء للاستعراض الإعلامي، فيما سمح لمحطات الوقود خارج صنعاء برفع السعر إلى 10 آلاف ريال للجالون (20 لترا) وهو ضعف سعره الرسمي في صنعاء، واضعاف سعره الفعلي بعد انهيار أسعار النفط مؤخرا.

ويمنع الحوثيين وصول أي شحنات نفط من المحافظات المحيطة بهم. وقتلت الجماعة منتصف يوليو المنصرم احد "المهربين" الذين كانوا يقومون بجلب الوقود إلى صنعاء من محافظة الجوف شمال صنعاء.  

الاعتراض على الأزمة هو مساندة للعدوان على اليمن! وكل من يوجه انتقادات إلى الجماعة وسلوكها ضد اليمنيين يتم اتهامه بالخيانة والسطو على ممتلكاته.