اتفاق السويد.. نافذة إيران بالساحل الغربي

تقارير - Friday 28 August 2020 الساعة 11:11 pm
عدن، نيوزيمن، وهيب هاني:

إحجام مليشيات الحوثي عن تنفيذ اتفاق ستوكهولوم وتعنتهم يؤكد التزامهم بتكتيكات التفاوض الإيرانية التي تبدأ بالموافقة الضمنية على مجمل الحلول التفاوضية ثم التراجع عنها جملة وتفصيلًا، فتحريك النظام الإيراني للمليشيات الحوثية يؤكد الدور المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة والذي تقوده إيران وميليشيات حزب الله.

يشهد الساحل الغربي العديد من الخروقات الحوثية يومياً، تأكيدًا لمساعيها الخبيثة نحو إطالة أمد الحرب، وتواصل المليشيات الحوثية اعتداءاتها المسلحة التي تفصح من خلالها عن رغبتها بنسف الآمال التي عُلقت بالهدنة.

لم تتوقف مليشيا الحوثي عن ممارسة الخروقات العسكرية منذ الاتفاق وحتى اليوم، وتعرضت صوامع الغلال بمطاحن البحر الأحمر، لأضرار فادحة، يوم الخميس، بعد استهداف مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، بقذائف المدفعية، في أعقاب معارك طاحنة مع حراس الجمهورية، وأصابت عددًا من مرافق وصوامع مطاحن البحر الأحمر وألحقت بها أضرارًا فادحة.

>>استشهد 5 من أبطالهم.. حراس الجمهورية يكسرون أكبر هجوم حوثي على الحديدة

ولا تزال ألغام الموت الحوثية تفتك بأجساد سكان الساحل الغربي، فبسببها فقد الصياد التهامي عبدالله روحه، وبِفعل مليشيات الظلام الحوثية، أصبحت أسرته مشردة وتعيش تحت خط الفقر، ومجردة من حقوقها وتفتقر لأقلِّ مقوِّمات الحياة الطبيعية.

>> عبدالله.. صياد تهامي سرق لغم حوثي حياته وشرَّد أطفاله

>>"حقول الموت".. هدايا حوثية لسكان الساحل الغربي

وتواصل القوات الهندسية التابعة للقوات المشتركة بذل المزيد من الجهود؛ لتطهير مناطق الساحل الغربي من الألغام والعبوات الناسفة الحوثية، فقد فككت تسع قذائف مدفعية، الخميس، إيرانية الصُّنع ولغما أرضيا من مخلَّفات ما زرعته مليشيات الحوثي في منطقة يختُل شمالي المخا بالساحل الغربي.

>> صنعتها إيران.. المشتركة تُفكك تسع قذائف مدفعية شمال المخا

فشل أم عبث

لم تبذل الأمم المتحدة في ما يتعلق بتطبيق الاتفاق جهودا حقيقية في إعادة ترتيب الوضع العسكري وإلزام كل طرف بما يخصه من بنود وواجبات وإجراءات، وتركت للمليشيا حرية التصعيد والالتفاف على بنود الاتفاق العسكرية ليصل بها الحال أحيانا إلى تأييد إجراءات التفاف المليشيا على البنود العسكرية في الاتفاق كما حدث في مسرحية الانسحاب من ميناء الحديدة التي قامت بها المليشيا المتمردة ليقوم المبعوث الأممي بمباركة هذا الانسحاب رغم علمه بأنها ممارسة خادعة من قبل المليشيا عملت من خلالها على تزييف عملية الانسحاب من خلال التعميم على أفرادها المتواجدين بالميناء بارتداء الزي العسكري الرسمي دون أي انسحاب حقيقي.

>> مليشيا الحوثي تستأنف من "صنعاء" و"جيزان" مفاعيل مسرحية "تغيير الأزياء"

وترجم "نيوزيمن"، حينها، تقارير دولية، حيث عرضت "مجموعة الأزمات الدولية" وقائع محورية وجوهرية على صلة بالتعثر والفشل الأممي في الجهود المبذولة بشأن ملف الوضع الحرج في مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة على البحر الأحمر غرب اليمن، علاوة على أثر التوترات الإقليمية وتورط الحوثيين في التصعيد الإيراني.

كانت مسرحية مزعجة من إخراج أممي حيث ألقت التقارير الضوء على زاوية مغيبة، يربط بين ما يسميه الحوثيون الانسحاب من طرف واحد "الأحادي" ورغبة أو طلب مسبق من لوليسغارد (..) ما يؤشر إلى تنسيق وتفاهم مسبق بين البعثة والجانبين بشأن إجراء مخالف تماماً للاتفاقات المشتركة واتفاقية السويد، التي ترعاها الأمم المتحدة.

>> "الأزمات الدولية": "مسرحية تغيير الأزياء" في الحديدة من إخراج الأمم المتحدة

وتلتها مسرحية أخرى بتحويل المليشيات الحوثية منشأة حكومية جديدة في مدينة الحديدة إلى معسكر خاص بمسلحيها الذين وزعت عليهم أزياء جديدة لقوة أمنية واستقدمت إليه مجاميع من محافظات عدة.

>> مسرحية "تغيير الأزياء" تتمدَّد.. مليشيا الحوثي حولت مجمع الأحوال المدنية بالحديدة معسكراً خاصاً

لا يمكن لليمن التعافي إلا بعد التخلص من هذا الانقلاب الإمامي، خاصة أن الميليشيات ليست طرفاً سياسياً يمكن التعاطي معه سياسياً، بل جماعة تدعمها إيران بكل قوة.