"عبدالحميد" الأستاذ الذي ترك مدرسته وأصبح سائقاً في شارع تحكمه رصاصة حوثية

متفرقات - Thursday 14 January 2021 الساعة 10:45 am
إب، نيوزيمن، خاص:

هل تعتقد أننا عائشون؟ نحن أموات فوق الأرض لا أكثر. بهذه الكلمات أثار عبد الحميد. مواطن يعيش في مدينة إب أسئلة الفضول داخلي.

لا تبدو الحياة هنا في اليمن شمالًا وفي محافظة إب تحديدًا، أكثر من كذبةٍ استأنست بعمود كهرباء عتيق انطفأ منذ أن عثر الربيع على أوراقه ممزقة تحت أقدام العواصف في إحدى الساحات.

قد تبدو المدينة مزدحمة بالناس والأعمال، كل ذلك لا يعني أنها بخير، فهي تُحكَم بطلقة بندقية متحوث، ففي لحظة نزق قد تسقط مضرجًا بدمك وكرامتك التي حاولتَ أن تحفظها طيلة سنوات الحرب. 

عبد الحميد، تربوي يقترب عمره من الخمسين، يعمل سائق باص أجرة. قال عندما سألناه عن حاله: هذا حالنا حتى الحيوانات يوجد من يهتم لأمرها إلا نحن. تُركنا بلا وطن وبلا راتب وحتى النظام استكثروه علينا، نتعامل مع بعض كأننا في غابة.

يضيف، استيقظُ كل صباح منذ سنوات، لدي التزامات البيت، أولاد في المدرسة، آخرين في الجامعة وفي كل يوم أعود مديونًا. إلى متى؟

صحيح أن الحياة لا تتوقف لكننا تعبنا، نعيش حالة صراع يومي، مع المؤجر والتاجر، مع المواطن نفسه في الشارع، مع المسلحين، مع أسعار البترول، حتى مع أنفسنا.

يختم، فوق هذا كله لا تتوقف أمامك أخبار الفوضى والانفلات الأمني، حوادث القتل والثأر، نهب الأراضي والفساد، انهيار التعليم والصحة.

وأخيرًا أخبار الموت التي تصلك من وقت لآخر، فُقدان أقرباء وأصدقاء وجيران في القرية، كنتَ قد نسيتهم في زحمة المدينة وضجيج المليشيا.