زرانيق عدن.. حين ذُبح التهاميون برصاص الجمهورية
تقارير - Friday 16 September 2022 الساعة 07:55 pmلم تكن مليشيا الحوثي السبّاقة إلى إحياء المجازر الإمامية في تهامة، فقد وقعت مذبحة القوقر الأولى بعد 5 أعوام من اندلاع ثورة 26 سبتمبر.
وحتى اليوم، ما زالت عشرات الأسر من قبيلة الزرانيق التهامية، التي تعيش في منطقة الفارسي بعدن منذ عام 1967، شاهدةً على واحدة من أبشع عمليات التهجير القسري والقتل العشوائي برصاص جمهورية صنعاء الوليدة.
التقى نيوزيمن بشيخ قبيلة الزرانيق، الشيخ محمد إبراهيم معروف، في منطقة الفارسي بمديرية البريقة في عدن ليروي قصة تهجير أبناء قبيلته.
خديعة الإمام
غادر الشيخ معروف قريته في بيت الفقيه بالحديدة بعد وقوع مذبحة القوقر الثانية عام 2015 على يد مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، عقب مقاومة شرسة من أبناء الزرانيق الذين أوقفوا تقدمها لأشهر.
وشهدت مذبحة القوقر 2015 تهجير عشرات الأسر الزرنوقية إلى عدن للمرة الثانية بعد نحو 50 عاماً من وقوع المذبحة الأولى.
ويروي الشيخ معروف لنيوزيمن، أن خلفية تلك الأحداث تعود إلى عام 1929 حين جمع الإمام يحيى حميد الدين مشايخ ووجهاء قبيلة الزرانيق في الحديدة بعد اقتحام أراضيهم وأجبرهم على التوقيع على وثائق بالتنازل عن أراضيهم مقابل إخراج الأسرى والمعتقلين من الزرانيق في حجة.
ويضيف، إنه بعد توقيع قبائل الزرانيق على التنازل تحت تهديد السلاح؛ قام الإمام بتسميم الأسرى والمعتقلين في حجة وقتلهم جميعًا (أكثر من 800 سجين).
جمهورية بأوراق ملكية
ويتابع شيخ الزرانيق، أنه عقب قيام الجمهورية طالب محافظ الحديدة، حينها، سنان أبو لحوم، بأراضي القُصرة، بموجب الوثائق والتنازل الذي انتزعه الإمام يحيى غدرًا وبقوة السلاح، وهو ما رفضته قبائل الزرانيق باعتبار تلك الوثائق باطلة.
ويوضح، أن كبار مسؤولي الأمن والقضاء بالمحافظة وقتها كان معظمهم من صنعاء ومحافظات خارج الحديدة، بمن فيهم المحافظ أبو لحوم، مما ساهم في تفاقم الأزمة وتوسيع الخلاف بين القبائل والسلطة المحلية.
على إثر ذلك، طالب رؤساء الزرانيق بتعيين محافظ ومدير أمن وقضاة من أبناء محافظة الحديدة، لكن المحافظ سنان أبو لحوم رفض تلك المطالب واعتبر قبيلة الزرانيق متمردة على الدولة وشن حملة عسكرية للاستيلاء على أراضي الزرانيق عام 1967 فيما عرفت تاريخيًا بمحرقة القوقر.
ويروي الشيخ معروف أن أفراد الحملة قاموا بإحراق منازل الزرانيق في قرى بيت الفقيه وأطلقوا النيران عشوائيًا على المدنيين ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا وتهجير مئات آخرين بينهم عمه وعدد من أقاربه الذين ما زالوا يسكنون عدن منذ ذلك الحين.
ويضيف، إن ثورة 62 سبتمبر أنصفت الجميع ما عدا تهامة، استمرت فيها ممارسات الإمامة بثوب الجمهورية وحرمت التهاميين من أراضيهم بمسمى مزارع الأمن المركزي والتموين العسكري.
الحوثي يعود بالأوراق
ووفقًا للشيخ معروف، فإن ما تقوم به مليشيا الحوثي اليوم في عزلة القُصرة بمديرية بيت الفقيه هو استنساخ لما حدث في مذبحة القوقر الأولى 1967.
ويوضح، أن نفس البصائر (وثائق التنازل) التي انتزعها الإمام يحيى من الزرانيق، والتي استخدمها سنان أبو لحوم بعد قيام الجمهورية، هي نفس الوثائق التي يستخدمها الحوثيون اليوم لنهب أراضي القُصرة والتوسع خارج حدود البصائر الباطلة أصلاً.