توجه حوثي لخصخصة المياه في مدينتي رداع ويريم

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 14 February 2023 الساعة 03:59 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

شكا مواطنون في مدينتي (رداع) حاضرة محافظة البيضاء و(يريم) التابعة لمحافظة إب من حرمان مليشيا الحوثي –الذراع الإيرانية في اليمن- آلافا من السكان من خدمة المياه ما تسبب في أزمة خانقة وزيادة معاناة المواطنين.

وأكد سكان محليون لمحرر (نيوزيمن) في مدينة رداع وضواحيها بالبيضاء، أن شبكة مياه مشروع رداع توقفت عن الضخ إلى منازلهم منذ ثلاثة أشهر، وأنهم يضطرون لشراء "بوزات" الماء من آبار المياه التابعة لقيادات حوثية.

وأفادوا أن سعر "البوزة" سعة خمسة آلاف لتر بلغ 18 ألف ريال، موضحين أن معظم الأسر تحتاج في الشهر الواحد إلى نحو 10 آلاف لتر، وهو ما يشكل عبئا اقتصاديا ثقيلا عليهم.

ولفتوا أن مؤسسة المياه والصرف الصحي الخاضعة لإدارة الحوثيين تزعم بأن توقف الضخ بسبب انعدام المشتقات النفطية، رغم تزويدها غالبا من قبل منظمات دولية واستمرار دخول الوقود عبر مينائي الحديدة والصليف، بحجة عدم مقدرتها على شرائه بسبب تراكم المديونيات لدى المواطنين.

ويؤكد تقرير حديث لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أن إجمالي الوقود المستورد عبر مينائي الحديدة والصليف عام 2022 قرابة أربعة أضعاف، أي بزيادة تصل إلى نحو 400% عن مستوى الواردات المبلغ عنها عام 2021م.

وكشفت وثيقة رسمية، حصل عليها (نيوزيمن) أن مليشيا الحوثي قامت بتحصيل مبلغ 420 مليون ريال من السكان لشهر يناير الفائت رغم انقطاع الماء عن أغلب مناطق وحارات مدينة رداع وضواحيها مما يكشف زيف أكاذيب المليشيا.

واتهم السكان، القيادي الحوثي "علي أحمد الشريف" المعين مدير فرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة ونائبه "أشرف عزي الشريف" بالتورط في قضايا فساد والسعي لخصخصة مشروع مياه رداع الحكومي وتحويله إلى مشروع تجاري خاص.

وأكدوا أن قيادة المليشيا بفرع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة دشنت ذلك بتخصيص ما أطلقوا عليه تسمية "خط المياه الساخن" الذي لا ينقطع لـ أشهر المطاعم في مدينة رداع كـ(مطعم حرض - وفرع مطاعم مؤسسة الشيباني) وعدد من منازل قيادات حوثية نافذة.

وفي السياق، تشهد مديرية السوادية أزمة حادة في مياه الشرب تزامن مع ارتفاع جنوني لقيمة الوايت (حالي) سعة 6 آلاف لتر إلى 40 ألف ريال فيما يباع الوايت (مالح) بنحو 18 ألف ريال وسط مطالبات من السكان بسرعة حل المشكلة، ووضع حد لمعاناتهم.

وفي مدينة يريم بمحافظة إب، مأساة مماثلة تفاقمت إثر إقدام قيادة المليشيا الحوثية بمعسكر اللواء 55 بمدينة يريم (شمال إب)، بمصادرة بئر مياه تابع للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي، متسببة بأزمة خانقة وزيادة معاناة المواطنين.

وقال سكان محليون، إن قيادات حوثية بمعسكر اللواء 55 قامت بفصل البئر عن شبكة المياه العامة، مما أدى إلى حرمان أهالي حارة المعسكر خاصة ومدينة يريم بشكل عام من المياه.

وتسعى ذراع إيران من عملية الاستيلاء على البئر وقطعه عن تغذية المدينة، لبيع المياه لمزارعي القات ومالكي الوايتات مقابل مردود مالي لصالح مسؤولين وقيادات نافذة داخل المعسكر.

وتشهد مدينة يريم أزمة مياه خانقة بسبب عدم انتظام المشروع الرسمي وتأخره لنحو شهرين في بعض الأحيان، ما يدفع الأهالي للشراء من السوق وآبار المياه -تابعة لقياداتها- بأسعار كبيرة والتي تشهد ارتفاعا كبيرا في أسعار وايتات المياه.

ومنذ سيطرة الميليشيات الحوثية على صنعاء في 2014، عمدت إلى الاستحواذ على كافة القطاعات الحكومية وتأميم الخدمات العامة وتحويلها إلى قطاعات خاصة كشركات استثمارية تابعة لقياداتها؛ وذلك ضمن سعيهم إلى استغلال كافة المرافق والقطاعات لخدمة مشاريعهم التوسعية بمناطق سيطرتهم.