بين مفقود ومختطف.. أمهات في تهامة ينتظرن الحرية لفلذات أكبادهن
المخا تهامة - Thursday 20 April 2023 الساعة 12:16 pm
الحديدة، نيوزيمن، خاص:
مع بدء تسير رحلات دفعات تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي –ذراع إيران في اليمن، التي جرت قبل أيام، كانت أم الجندي المفقود "فهمي قيصر فهمي محمد" أحد منتسبي اللواء الثالث تهامة في القوات المشتركة تنتظر بفارغ الصبر، أمل سماع خبر وصول نجلها مع مئات الأسرى الذين وصلوا إلى مطارات: مأرب والمخا وعدن.
ومع وصول أول طائرة تقل أسرى من صنعاء إلى مطار المخا، سارعت الحجة فاطمة إلى مكان حفل استقبال الأسرى الذي أقيم بالخوخة، تتخبط من مكان لآخر رغم كبر سِنها لعلها تجد ابنها ضمن الأسرى التهاميين المفرج عنهم.
نجلها الجندي فهمي قيصر، فقد في معركة الحديدة منذ بداية العام 2019 وتحديدا في المواجهات بالقرب من مدينة الصالح بعد تحرير منطقة منظر بحسب أم الجندي. حيث أكدت أنها لم تسمع عنه شيئا بعد تلك المواجهات حتى يومنا.
وأكدت. من 2019 وأنا لا أعرف أي شيء عن ابني، هل هو حي أم ميت! ودون أدني حقوق للكشف عن مصيره. وأضافت، أصبحت أنا الآن مشردة، ولم ألق أي جواب، لا من قيادة أو من مسؤولين، هل ابني مفقود، أو أسير، أم شهيد، وحقوقه مفقودة، وأمه مشردة.
وعيناها تغرق بالدموع وبصوت شاحب من المعاناة، ناشدت الحجة فاطمة، لجنة الأسرى الحكومية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وحقوق الإنسان، الكشف عن مصير نجلها.
وفي وقت غمرت الفرحة منازل الكثير من الأسر التي أفرج عن أبنائها وذويها، ضمن صفقة التبادل الأخيرة التي شملت نحو 900 محتجز من كلا الطرفين. ولا تزال هناك مئات الأمهات والأسر تنتظر فلذات أكبادها، بعد سنوات من الاختطاف والتغييب داخل السجون.
ومثلث صفقة تبادل الأسرى بارقة أمل لدى اليمنيين، في إطار الجهود التي تبذل لإحلال السلام وتهدئة وضع الحرب في اليمن، بالرغم أنها أول صفقة تبادل بين الحكومة وميليشيا الحوثي خلال عام 2023م.
لكن خيبة أمل اجتاحت كل منزل بسبب عدم معرفة مصير أرباب أسرها أو أبنائها الذين اُسِروا في الجبهات أو من تم اعتقالهم من المدنيين تعسفاً وإخفائهم من قبل ميليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن.
بدوره أكد المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي في مفاوضات الأسرى والمختطفين، ماجد فضائل، أن اللجنة حريصة كل الحرص على إطلاق سراح الجميع تحت قاعدة "الكل مقابل الكل" دون تمييز، موضحا أن الوفد الحكومي يتعامل مع هذا الملف بمسؤولية والتزام تام.
وأشار إلى أن هناك جولة قريبة ستكون في 15 مايو 2023م آملا أن تكون ناجحة ومثمرة، مقدما شكره وتقديره للدور الفاعل والمستمر لتحالف دعم الشرعية وما قام به من جهود كبيرة في تقريب وجهات النظر من أجل إغلاق هذا الملف الإنساني، والشكر موصول أيضا لمكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر في تسهيل عمليات الإفراج والتبادل.
وفي تصريح خاص لـ"نيوزيمن"، أوضح الناشط في المجال الإنساني والحقوقي بكيل هاشم النهاري، أن الصفقات الإنسانية تعد اليوم أكبر الخطوات الإيجابية والعملية لأي تهدئه ولأي خطوة نحو السلام. وموضحا: صفقات تبادل الأسرى التي تمت خلال الأيام القليلة الماضية أسعدت اليمنيين ككل وبالأخص أهالي المفرج عنهم.
وأضاف. يجب استكمال هذه الخطوة وإخراج كل المحتجزين أو الأسرى أو المعتقلين والمخفيين قسراً ومعرفة مصيرهم. لافتا إلى أنه وبعد نجاح هذه الخطوة يجب التحرك نحو فتح كل الطرقات وصرف جميع الرواتب لكل موظفي الدولة. وأكد في حال تمت هذه الخطوات سوف تفتح الآمال لدى اليمنيين في إيقاف الحرب وإنهاء معاناتهم جراء الحرب العبثية المستمرة منذ سنوات.
