من تهامة إلى تعز.. العميد طارق صالح يهندس جبهة صلبة لمواجهة الحوثي

السياسية - Saturday 29 July 2023 الساعة 09:04 pm
المخا، نيوزيمن:

تهيمن متطلبات المعركة المصيرية ضد مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، على أولويات عضو مجلس القيادة الرئاسي- قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي العميد طارق صالح، على عكس قيادات أخرى في هرم الحكومة اليمنية الشرعية، تبدو كما لو قد أسقطت فكرة "استعادة الدولة" من خانة اهتماماتها.

إذ كثف العميد الركن طارق صالح، من تحركاته على محوري تهامة وتعز، في مسعى لبناء مشروع مجتمعي وسياسي وعسكري قوي، وخلق جبهة صلبة في مواجهة مليشيا الحوثي.

ويومي الأربعاء والخميس، عقد لقاءين متتاليين، الأول مع قادة الألوية التهامية المعينين في قوام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، والثاني في مدينة المخا مع السلطة المحلية وقادة الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز.

وركز خطابه في الاجتماع، على مقاومة المشروع الإيراني وأداته الحوثية، وتكثيف التواصل مع أبناء تهامة بمختلف توجهاتهم وتعزيز مشاريع التنمية وإعادة ترتيب المؤسسات الحكومية لتلبية احتياجات الناس في مديريات الساحل الغربي المحررة.

وشدد على تعزيز وحدة الصف القائمة في الساحل الغربي بما يحقق الغاية الوطنية في مقاومة المشروع الإيراني وأدواته.

وقال العميد طارق صالح، إن "اندماج المقاومة الوطنية والمقاومة التهامية في هيكل عسكري واحد، يحقق الهدف الوطني لأبناء تهامة وإخوانهم من كل المناطق في تحرير وطنهم وعقيدتهم من مليشيا الحوثي الإرهابية".

وأضاف: "المقاومة الوطنية حرصت على تعزيز تماسك الصف العسكري مع كل القوى الوطنية؛ "عززنا التماسك مع محور تعز، تحدثنا عن تطلعنا لتجاوز خلافات 2011؛ لأننا أمام عدو يريد أن يعبث بعقيدتنا ووطننا، ما يحتم علينا التماسك لمواجهته وطي خلافات الماضي".

في غضون ذلك رأس العميد طارق صالح، اجتماعًا في مدينة المخا ضم قيادة السلطة المحلية وقيادات فروع الأحزاب والتنظيمات السياسية بمحافظة تعز؛ في سياق جهوده لتوحيد المعركة ضد الحوثي ودعم السلطة المحلية في تحقيق التنمية وتخفيف معاناة المواطنين.

وأكد أن واقع المعركة يحتم واحدية الجبهة من البحر إلى الجبل، مشددًا على أن المصير مشترك وأي خطر على تعز هو خطر على الساحل الغربي، وأي خطر على الساحل لن تكون تعز بمنأى عنه.

وشدد عضو مجلس القيادة الرئاسي على أن استكمال تحرير محافظة تعز أولوية في سياق المعركة الوطنية، مستبعدا استعادة صنعاء قبل تأمين تعز بشكل كامل.

ومن وقت مبكر، فتح العميد طارق صالح قنوات تواصل مع المكونات المختلفة في تعز، في سياق الهدف الكبير: إعادة توجيه بوصلة المعركة نحو الحوثي.

وقد عزز ذلك بزيارة إلى مدينة تعز، ترأس خلالها اجتماعاً للسلطة المحلية وقيادات المحور والأجهزة الأمنية، وقال حينها: "هدفنا تحرير صنعاء من عبث المليشيات المرتهنة لإيران وليس لدينا معارك جانبية".

ويلتزم العميد طارق صالح موقفا واضحا معارضا لأي تسويات جزئية على وقائع لا تتناسب مع متطلبات استعادة صنعاء من الحوثي وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن كهدف استراتيجي.

ويبدو مدركاً لمسألة أن الحوثيين لن يعودوا إلى طاولة المفاوضات. لو فعلوا ذلك، فلن تكون هذه الخطوة نحو السلام المستدام الذي ينشده اليمنيون، وإنما تكتيك لانتزاع المزيد من المكاسب التي عجزوا عن تحقيقها بالحرب.

وبرأي محللين، فإن العميد طارق صالح أصبح يشكل التهديد الداخلي الأبرز بالنسبة لمليشيا الحوثي، وقد أفصحت الأخيرة في غير مرة وبأكثر من طريقة عن مخاوفها من تحركاته لا سيما تلك المتعلقة بكسر الحصار على مدينة تعز.