الأعلى في اليمن والأقوى بالمنطقة.. غطرسة الحوثي تتجاوز الجميع تحت يافطة "غزة"
السياسية - Thursday 07 March 2024 الساعة 06:37 pmعلى ما يبدو فإن الأحداث المأساوية التي تشهدها الأراضي المحتلة، زادت من عجرفة ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، وغطرستها إلى درجة أن قياداتها لا يخجلون من الاعتراف بالفائدة التي عادت عليهم منها.
ومنذ 9 نوفمبر 2023 تهاجم ميليشيا الحوثي السفن التجارية المارة في خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر وخليج عدن تحت مزاعم نصرة أبناء غزة الذين يتعرضون لعدوان غاشم من الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023م.
وبرغم عدم استفادة غزة من هذه الهجمات، إلا أن الميليشيات حققت فائدة كبيرة منها محليا ودوليا، فمحليا استطاعت أن ترمم شعبيتها التي تدهورت بسبب جرائمها وانتهاكاتها ورفضها صرف المرتبات على مدار تسع سنوات، أما دوليا فظهرت هذه الميليشيات كقوة عسكرية متهورة لا يمكن السيطرة عليها وقادرة على إلحاق الضرر بالعالم بسبب تواجدها قبالة اهم ممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر.
هذه العجرفة حضرت في مقابلة عبدالملك العجري عضو وفد الحوثي التفاوضي، الاثنين 5 مارس 2024، مع مجلة ذا اتلانتيك الأمريكية التي عنونتها بـ"الحوثيون سعداء للغاية"، في إشارة إلى وضعهم بسبب أحداث غزة التي استفادوا منها ولم يفيدوها، كما أشارت المجلة.
العجري المتواجد في العاصمة العمانية مسقط، نال نصيبا من مديح كاتب المقال روبرت وورث الذي أساء في الوقت نفسه لليمنيين في الداخل.
وخلال المقابلة لم يخفِ العجري سعادة جماعته بوضعها العالمي الجديد ونيتها باستخدامه لتحقيق مزيد من المكاسب، وقال: "نحن أكثر ثقة الآن، لأننا نحظى بدعم شعبي كبير وهذا يشجعنا على التحدث نيابة عن اليمن”. وكان يقصد اليمن كله، على الرغم من أن الحوثيين يسيطرون على أقل من نصف أراضي اليمن، حسب المجلة.
العجري وفق المجلة مضى يتباهى بأن الحوثيين قد تفوقوا على راعيهم منذ فترة طويلة في ما يسمى بمحور المقاومة. وقال: “موقفنا بشأن غزة أكثر تقدما من أي شخص آخر، حتى إيران”. "لقد صدمت إيران من أن أنصار الله لديهم الشجاعة للقيام بما فعلناه".
خلال تباهيه تناسى العجري أن العالم كله يعلم بتواجد مسؤولي الحرس الثوري الإيراني في صنعاء وأنهم من يديرون العمليات والهجمات ضد السفن التجارية في المياه الدولية.
كاتب المقال لم يخف ذهوله من إجابة العجري بشأن استعداد جماعته لتقاسم السلطة مع الجماعات السياسية اليمنية الأخرى، في إشارة إلى الجهود الإقليمية والدولية التي تبذل حاليا لوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة المستمرة منذ تسع سنوات.
وفي إجابته على السؤال، أكد العجري أن عبد الملك الحوثي سيظل السلطة السياسية العليا في اليمن في ظل أي حكومة مقبلة، لأن سلطته تأتي مباشرة من الشعب وبالتالي فهي غير قابلة للنقاش.. وهو ما يعني عدم جدوى جهود إحلال السلام الحالية.
ولم يتوقف العجري عند هذا الحد، بل غطرسته دفعته إلى إجراء مقارنة مع حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني والحليف المقرب من النظام الإيراني الذي يتواجد خبراؤه لتدريب الحوثيين بالداخل. وقال العجري إن الحوثي سيكون "أقوى وأكبر" من نظيره اللبناني، لأن الحوثيين هم سيكونون "اللاعب الرئيسي وصاحب المصلحة الرئيسي" في اليمن. بمعنى آخر، سيكون الحوثي بمثابة نظير للمرشد الأعلى في إيران، الذي له الكلمة الأخيرة في جميع شؤون الدولة.