طهران تجني ثمار إرهاب الحوثي.. وساطة عُمان تحاول إنجاح محادثات أميركية- إيرانية
السياسية - Saturday 18 May 2024 الساعة 10:05 pmيبدو أن إيران بدأت تجني ثمار إرهاب وكلائها في اليمن والمنطقة، وبرز هذا الأمر من خلال الكشف عن كواليس محادثات غير مباشرة بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في مسقط في ظل وساطة تقودها عُمان تحت غطاء "تجنب المنطقة مزيدا من التصعيد في مقدمتها الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي ضد خطوط الملاحة الدولية بالبحر الأحمر".
وسرب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأميركي، السبت، معلومات حول قيام اثنين من كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بإجراء محادثات غير مباشرة مع مسؤولين إيرانيين وبوساطة عُمانية في محاولة لتجنب تصعيد الهجمات التي تستهدف القوات والمصالح الأميركية.
ونقل الموقع الأميركي أن المحادثات التي شارك فيها بريت ماكجورك، مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط، وأبرام بالي القائم بأعمال المبعوث الأميركي لإيران، تعد أول جولة محادثات بين الولايات المتحدة وإيران منذ يناير.
وجاءت الخطوة الأميركية عقب تأكيدات بأن وكلاء إيران في اليمن والعراق ولبنان مستمرون في هجماتهم بعيداً عن الشماعات التي يتم الترويج لها لنصرة فلسطين وأبناء غزة. وأن هذه الهجمات من بينها استهداف السفن الأميركية في البحر الأحمر سوف تستمر بإيعاز من طهران حتى مع وقوف الحرب في غزة.
وذكرت المصادر أن ماكجورك وبالي وصلا إلى العاصمة العمانية مسقط، الثلاثاء، واجتمعا مع وسطاء عمانيين، لكن من غير الواضح مَن الذي مثَل طهران في المحادثات التي ركزت على توضيح عواقب تصرفات إيران ووكلائها في المنطقة ومناقشة المخاوف الأميركية بشأن وضع برنامج طهران النووي.
وبحسب مصادر مطلعة، تنظر الولايات المتحدة إلى هذه القنوات غير المباشرة كوسيلة لمعالجة "المجموعة الكاملة من التهديدات الصادرة عن إيران". ويشمل ذلك نقل التوقعات المرجوّة من إيران لمنع اندلاع صراع أوسع نطاقاً.
وكان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل قال إن إدارة بايدن لديها طرقها الخاصة للتواصل مع طهران عند الضرورة، مشيراً إلى أن واشنطن تواصل تقييم أن إيران لا تقوم حالياً بالأنشطة الرئيسية التي ستكون ضرورية لإنتاج سلاح نووي قابل للاختبار، وأن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن المرشد الإيراني اتخذ قراراً باستئناف برنامج التسلح النووي، "الذي نعتقد أن طهران قامت بتعليقه أو إيقافه في نهاية العام 2003".
وربط الكثير من المراقبين والخبراء التصعيد الحوثي وتوسيع هجماتهم من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي وأخيرا صوب البحر المتوسط بتوجيهات إيرانية، واستغلال هذا التصعيد كورقة ابتزاز وضغط خلال المفاوضات المحتملة مع الإدارة الأميركية.
وأكد الخبير العسكري المصري ممدوح الإمام، أنه ليس من المتوقع توقف عمليات الحوثي في البحر الأحمر حتى في حال توقف الحرب على غزة، لأن الحوثي أحد أذرع إيران التي من مصلحتها أن توضح للعالم كله بأنها تستطيع أن تشعل المنطقة أو تطفئها لصالح أجندتها وأهدافها.
وكشف اللواء البحري خلال تصريحات متلفزة عبر شاشة دي ام سي، أن أزمة البحر الأحمر تتفاقم وتصاعد الهجمات مصدرها إيرن هدفها تهديد دول الخليج. لافتا إلى أن الإدارة الأميركية لا توجد لديها إرادة قوية لإنهاء الموقف والأزمة من خلال الاستراتيجية الحالية التي تتبعها في التعامل وردع الهجمات.