مجدداً.. هجمات ذراع إيران البحرية تطال مصالح الصين وروسيا

السياسية - Monday 20 May 2024 الساعة 04:31 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ناقلة نفط بالبحر الأحمر متجهة نحو الصين، بعد أيام من دعوة وجهتها الصين إلى المليشيا بوقف هذه الهجمات.

وأصيبت ناقلة النفط M/T Wind بصاروخ بحري أطلقته مليشيات الحوثي أثناء مرروها قبالة سواحل مدينة المخا بالبحر الأحمر مما أدى إلى اندلاع حريق على متنها، وفق ما أعلنته شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.

في حين قالت القيادة المركزية الأمريكية بأن الهجوم على الناقلة، تسبب بإصابتها وتسرب المياه إليها مما أدى إلى فقدان الدفع والتوجيه، إلا أنها أشارت بأن طاقمها تمكن من استعادة نظام الدفع والتوجيه، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وأنها استأنفت مسارها.

وكشفت القيادة المركزية الأمريكية في بيان لها على منصة "إكس": ناقلة النفط M/T Wind  التي ترفع علم بنما وتملكها وتديرها اليونان "رست مؤخرًا في روسيا وكانت متجهة إلى الصين".

استهداف الناقلة التي تحمل نفطاً روسياً وهي في طريقها نحو الصين، يأتي بعد 4 أيام من الموقف اللافت الذي أبدته بكين، ودعت فيه جماعة الحوثي إلى التوقف عن هجماتها ضد السفن التجارية.

وجاءت الدعوة على لسان المبعوث الصيني لدى الأمم المتحدة في الجلسة الأخيرة التي عقدها مجلس الأمن حول اليمن، دعا فيها الحوثيين إلى احترام حق الملاحة للسفن التجارية لجميع الدول في البحر الأحمر وفقا للقانون الدولي والتوقف فورا عن هذه الهجمات.

وسبق ذلك تصريحات للقائم بأعمال السفارة الصينية لدى اليمن شاو تشنغ، أكد فيها بأن أوضاع البحر الأحمر تؤثر علي الصين كما تؤثر على بقية دول العالم، في إشارة إلى هجمات الحوثي ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وعبر تشنغ في مؤتمر صحفي عقد بالعاصمة السعودية الرياض عن إدانة الصين لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، ومكرراً دعوات بلاده لاحترام حرية الملاحة في البحر الأحمر، ووقف التصعيد في البحر فورا، مع احترام سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر بما فيها اليمن.

هذا الموقف الصيني، ردت عليه جماعة الحوثي بالإصرار على تدشين ما تسميه بـ"المرحلة الرابعة" من التصعيد في البحر باستهداف سفن جميع الشركات التي تزعم الجماعة بأنها تنقل البضائع إلى إسرائيل مهما كانت جنسية وملكية السفينة أو مسار رحلتها.

تهديد مليشيا الحوثي بتوسيع قائمة السفن المستهدفة يضعها في مواجهة مع دول يُنظر لها كحليف للنظام الإيراني الممول والداعم للمليشيا، وعلى رأسها الصين وروسيا، وهو الأمر الذي تنبه له زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الخميس.

حيث زعم الحوثي بأن "دول وشركات كان لها موقف إيجابي في تفهمها" للهجمات التي تشنها مليشياته في المراحل السابقة بالبحر الأحمر وخليج عدن وأنها توقفت عن النقل نحو إسرائيل عبر هذا المسار، موجها دعوته إلى الصين وروسيا ومختلف الدول الآسيوية والأوروبية إلى أن "تتفهم" مرحلة التصعيد الجديد.

تخصيص زعيم المليشيا لروسيا والصين في خطابه الأخير، ومطالبتها بأن تتقبل استهداف سفنها أو المتجهة إلى موانئها، يراه مراقبون رسالة ابتزاز واضحة تعكس خيبة أمل وصدمة لدى المليشيا ومراهناتها بأن تجد تأييداً ودعماً من بكين وموسكو في هجماتها البحرية وفي مواجهة إجراءات الردع من قبل أمريكا وبريطانيا وأوروبا.

حيث سبق وأن قامت المليشيا في مارس الماضي بترويج مزاعم عبر أحد قياداتها بوجود تنسيق مع روسيا والصين في مواجهة أمريكا على خلفية الهجمات بالبحر الأحمر، كما سربت المليشيا عبر إحدى الصحف الأمريكية مزاعم بوجود اتفاق مع الدولتين عبر عُمان بعدم استهداف السفن التابعة لهما مقابل تقديم غطاء سياسي للمليشيا في مجلس الأمن.

وفي حين سارع المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين حينها إلى نفي هذه المزاعم، تأتي هذه المواقف الصينية اليوم الرافضة لهجمات مليشيات الحوثي ضد الملاحة الدولية، لتعكس حجم العزلة الدولية التي تعاني منها المليشيا منذ انقلابها على الدولة قبل 10 سنوات وتعزز هذه العزلة بهجماتها البحرية الإرهابية، والتي حولتها بنظر دول العالم إلى جماعة مسلحة تشكل تهديداً لمصالحه.