لأجل يمن مختلف يعيد للاختلاف وطنيته ..عن الزعيم وعيدروس والعرادة

لأجل يمن مختلف يعيد للاختلاف وطنيته ..عن الزعيم وعيدروس والعرادة

السياسية - Sunday 21 January 2018 الساعة 06:34 am

آ نبيل الصوفي هلا اعدنا برمجة ذواتنا.. واعادة قراءة ادوارنا.. ادوار من نحب وادوار من نكره. ورتبنا لانفسنا اهدافا كبرى ودرجات من الاتفاق والاختلاف مع غيرنا.. نقر بالاختلاف وجوبا.. وبحق الناس في الانتماءات المختلفة تحت سقف الانتماء للوطن والاحتكام للناس والرأي العام.. لدينا خصم واحد، جمع كل مساوئنا واعاد ترتيبها اسلحة شردتنا جميعا. ليس لانه الاقوى.. هو اوهى من خيوط الكنعبوت.. هاهم الناس في قلب صنعاء يهزمونه بالاحتقار.. بمجرد الاحتقار يذوي الحوثي مثل مرض يعاجله الناس بالحمية. ولكن لانه حصيلة خطايانا ضد بعضنا البعض.. جريمة ظ¢ظ ظ،ظ§ هي ابن شرعي لتفجير دار الرئاسة في ظ¢ظ ظ،ظ،. وهما معا نتاج دولة قامت على انقاض شريك الوحدة الجنوبي بحرب ظ©ظ¤م. فان بقينا ندور في حلقات من الصراع.. لن نستقر في اي منطقة حتى لو هزم الحوثي واغتسلت منه صنعآء سبعا احداهن بالتراب. آ  ظ¢ عيدروس والعراده، من قلائل جدا، رأيت في حديث الزعيم عنهما حالة غير عقلانية من الرفض. حديثه عنهما فقط غير عقلاني، بمعنى أنه لم يتحدث بحقد عليهما لكنه ملتزم بتقييم واحد لم يتغير اطلاقا. خلافا لحديثه عن آخرين، ترى فيه وجع الصديق او خيبة أمل او حتى أحقادا شخصية يمكن فهمها في سياق كل هذا العمر من العمل والصراعات.. يوم تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، اتصل بيآ  مكتب الزعيم يقول لي: الزعيم قال مافي الا انت ستكتب له بيانا عن المجلس الانتقالي. لم يسبق أن قال هذه الجملة.. "مافي الا انت"، ففرحت معتقدا انه اخيرا تفهم مابقيت ملتزما به سنوات عن خطأ تعاملنا مع الجنوب وقضاياه، والا فأنا سأكون آخر واحد يطلب منه كتابة مثل ذلك البيان. صغت المشروع وارسلته له داعيا المجلس الانتقالي للحوار لترتيب دولة يمنية تخضع لمايرضي مواطنيها جنوبا وشمالا تحت شرعية وطنية جديدة تواصل ايجابيات الماضي وتراجع اخطائه وتتجنب كل ماقد يؤدي الى تكرار المآسي. ارسلت البيان ثم تلقيت الاتصال بأن هذا ليس البيان المطلوب مع معطيات لبيان لم اكن متفقا معها، فقلت له: سأكتب ماتريد ولكن حينما يكتب الواحد مننا ماليس مقتنعا به سيكون البيان هزيلا، ولذا اقترح أن يكتبه شخص آخر. مرت الايام وعدت للحديث عن الجنوب وشخصياته، وهذه المرة عن شخص عيدروس فقال لي: ما قدرنا نتفق نحن وعيدروس ونحن دولة فكيف يمكن ان نتحاور وهو الان الدولة، كان رحمه الله مصرا ان عيدروس وهادي ينسقان معا. وبالتأكيد فان الامر ركاما يجمع الكثير من العوامل.. كالتحريض ضد عيدروس من كثير من ابناء الجنوب او الشمال وبخاصة حين ذكر لي الزعيم محاولة اغتياله في جبال لبعوس. اضافة الى أن الوعي الوطني الذي شكلته سبتمبر واكتوبر ليس سهلا عليه أن يعيد التفكير في ذاته وفقا لمعطيات مابعد يوليو ظ©ظ¤. آ  ظ£ وذات الامر بالنسبة للعرادة.. كان الزعيم كلما ذكر العراده يذكر بن معيلي الجد، وبرأى الزعيم انه لولا سلطان العرادة لبقيت القبيلة اليمنية في مأرب والجوف بعيدة عن الدين السعودي. كان دائما يذكر بموقف بن معيلي وهو يشير بعصاه للعرادة ولايزال شابا ينبهه أن دين القبيلة الماربية "ماهو هذا الدين اللي تقولونه". قلت له يوما: انت بنفسك دعمت الدين السعودي في كل اليمن اخوان او سلفية، وزعلان من العرادة ! لكن ايضاآ  تاريخ العلاقات الشخصية يختلط فيه العقلاني بالذاتي. وهناك الكثير مما قد لانفهمه او لم نعرفه اصلا.. غير أن الزمن تغير.. ومن غير المعقول أن كل هذه التحولات عاجزة عن اعادتنا لتلك الصورة الناصعة التي احببنا بسببها علي عبدالله صالح، شمالا وجنوبا شرقا وغربا، حين كان يجمع الوطنيين من كل الاطراف حتى ماقبل الوحدة. صورة يجب تجديدها لنختلف ونتفق في رسم اليمن الجديد. يمن يحكمه مواطنيه المتنوعة انتمائاتهم ومناطقهم.. ضد يمن الحوثي الاحادي تاريخا وحاضرا.. وطن كبير يلتزم للجنوبي بان زمن الغزوات انتهى الى غير رجعة، ولن يحكمنا احد بايدلوجيته هو وجماعته حتى لو كنا نحن بانفسنا. يمن يتراضي مواطنيه على مايحقق مصالحهم افرادا ومجتمعات محلية.. وحتى شعوبا على تعبير بدر بن سلمه قي وثيقته لمؤتمر الحوار الوطني. وطن كبير يساند الشمال في البقاء حيا يتنفس ويستعيد طاقته ليخسف بالعنصرية والاحادية دينا ودنيا. يسانده ليس فقط ليتحرر من الحوثي، فالحوثي في حكم المنتهي فهو يريد ادخال "الجمل سم الخياط".. ولكن ليتحرر من كل عصبوية ضد الاخر.. لنختلف مقرين بان الاختلاف وطنية والتراضي الوطني دين.