جلال محمد
جماعة الحوثي.. سباق الجماعة الأسوأ في تاريخ البشرية
من الواضح أن كل محاولات الداخل والإقليم والعالم في تحويل جماعة الحوثي إلى مكون يقبل السلام ويحترم التعايش والقوانين، ويتعامل بعقلية القرن الواحد والعشرين إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل، والفشل الذريع وصارت كل تلك المحاولات هباءً منثوراً، فالجماعة تعيش على اجترار الماضي واقتباس أسوأ التجارب لتطبقها على اليمن واليمنيين لتحيل بذلك حياتهم إلى كابوس طويل وواقع أسود حالك مجرعة أياهم صنوف الويلات والعذابات.
فعلى مدى ثماني سنوات من انقلاب الجماعة المشؤوم واستغلالها لخلاف المكونات السياسية والاجتماعية اليمنية لصالح نفوذها وتعزيز تواجدها، حاولت وما زالت أن تغير كل ما بوسعها تغييره في حياة اليمنيين بغية تنميطهم وأدلجتهم بما يتوافق مع التجربة القبيحة في إيران، بل إنها اقتبست كل المساوئ التي فعلها ملالي إيران، وتحاول تنفيذها في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرتها، وكأنها في سباق على حصد لقب أقذر جماعة عميلة متطرفة، وأكثرها عدائية للحياة والتقدم والتعايش والسلام.
لم تكتفِ الجماعة بالبؤس والسوء المقتبس من إيران، فذهبت للاسترشاد بما تفعله طالبان منذ عودتها وسيطرتها على كابول، فالقيود التي فرضتها جماعة الحوثي على المجتمع اليمني وتضييقها على حياته الخاصة من حفلات وندوات وحلقات وفعاليات هو نفس ما تقوم به طالبان وما قامت به داعش في السابق، ولعل ما تقوم به جماعة الحوثي تجاه النساء ومنعهن من السفر بدون محرم لمسافات طويلة، تشبه القيود التي تفرضها حركة طالبان في أفغانستان، وهو أمر لم يكن موجودا في اليمن قبل الحرب المتواصلة منذ ثماني سنوات.
يفرض الحوثيون قواعد اجتماعية ودينية متشددة في المناطق التي يسيطرون عليها، وبين فترة وأخرى يصدرون تعميماً يزيد من الخناق على الناس ويقلص مساحة حريتهم، فمن إغلاق النوادي النسائية إلى منع الاحتفالات الطلابية بحجة الاختلاط، وصولاً إلى معاقبة المدارس والجامعات التي تقيم احتفالات فيها غناء ولو كان لفئة الأطفال، وهو ما حدث مؤخراً من معاقبة وإغلاق إحدى مدارس أمانة العاصمة بحجة أنها أقامت احتفالا للطلاب الأوائل وفيه غناء ورقص للصغار وهذا يتنافى مع ما يسمونه (الهوية اليمنية والإيمانية)، هوية دخيلة يريد الحوثيون تطبيقها بالقوة، مستغلين سيطرتهم على مؤسسات الدولة في صنعاء.
واليوم وفي جريمة انتهاك جديدة أصدرت الجماعة تعميماً لمالكي صالات الأفراح بعدم إقامة أي حفل من أي نوع أو مناسبة زفاف إلا بعد الحصول على موافقة من مكتب الثقافة في أمانة العاصمة صنعاء!! وغداً قد نسمع بقرار عن ضرورة أخذ إذن الجماعة في قبول الزواج أو الرفض، وتنظيم أوقات قضاء الحاجة، فلا غرابة ولا شيء مستبعد في ظل جماعة فاشية جاءت تنتقم من كل قيم الإنسانية وتعادي الحرية وتكفر بالسلام..
وما دام الطرف المناوئ للحوثي يعيش في سباته وخلافاته وحساباته الخاصة فلن يردع الحوثيين شيء وسيتمادون أكثر وأكثر وتتفوق على طالبان وداعش بجرمها وجرائمها وانتهاكاتها، وكأنها تعيش سباق الوصول إلى المركز الأسوأ في تاريخ البشرية.