تزايدت في الأشهر الأخيرة هجرة الشباب والجنود من محافظة تعز إلى جبهات الحدود لأسباب عدة، منها: الإحباط والبحث عن المال.
دفعت ظروف الحياة القاسية آلاف الشباب للبحث عن المال لإعالة أسرهم، وليس أمامهم في هذه المرحلة العصيبة سوى الذهاب باتجاه الجبهات المشتعلة على الحدود اليمنية السعودية.
كما تسببت المعاملة السيئة والصراعات الدامية بين رفاق السلاح في مدينة تعز، في رحيل مئات الجنود إلى جبهات الحدود للانخراط في معركة مفتوحة تشرف عليها قيادات سعودية ويمنية.
قبل ذلك، كرس جمود جبهات تعز قناعة في عقول الجنود تؤكد عدم وجود رغبة رسمية حقيقية في تحرير المحافظة والمعارك المحدودة، والاشتباكات اليومية ليست سوى معارك للاستنزاف.
حالياً، لو سألت الشباب والجنود المحبطين من سوء حالهم وظروف مدينتهم تعز (ماذا ستفعلون؟) يكون الرد عليك تلقائياً (سنذهب إلى الحدود، فهناك مال وسلاح وحرب، وهذا أفضل لنا من البقاء هنا).
يستلم الجنود في جبهات الحدود رواتب شهرية تزيد عن (2000 ريال سعودي)، وهذا دافع مغرٍ لأي مقاتل يستلم (60 ألف ريال يمني) شهرياً إذا لم ينهب نصف الراتب من قبل القيادات العسكرية في تعز.
بحسب قيادات وجنود، برزت مشكلة خطيرة نتيجة تزايد أعداد المغادرين من جبهات تعز إلى الجبهات الحدودية، ويتوقع سقوط مواقع عسكرية مهمة إذا لم يسد الفراغ في تلك المواقع.
هناك من يدرج الهجرة المستمرة للشباب والجنود إلى الحدود ضمن تجارة الحرب، وآخرين يعتبرونها مؤامرة كبرى غايتها إفراغ جبهات تعز وهدر دماء شبابها في معركة ليست معركتهم.
"من ذهب إلى الحدود لا يعود إلا جثة هامدة"، بهذا المنطق القريب إلى الصواب تخاطب بعض القيادات أفرادها للحيلولة دون رحيلهم من جبهات تعز نحو الجبهات الحدودية.