سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

الانتقالي والمقاومة الوطنية.. شركاء العجز

Tuesday 07 January 2020 الساعة 05:31 pm

بالنظر للتحركات المرنة لجماعة الإخوان والتنقلات الانتهازية بين المربعات المتناقضة في الصراع اليمني، تقف الأطراف المستهدفة من قبل جماعتي الإخوان والحوثيين موقف العاجز عن التحرك والانتقال السريع لإنتاج جبهة وطنية موحدة في مواجهة الجبهة الإسلامية التي بات من المؤكد انها أصبحت قريبة جدا من إنتاج مشروع واحد في مواجهة الخصوم.

المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية وكان عدنان الحمادي قبل استشهاده ثلاثة أطراف كان وما يزال عليهم التفكير خارج المحبس الذي فرضه عليهم أعداؤهم من الإخوان والحوثيين.

وحين نتحدث عن ضرورة تشكيل جبهة متحالفة في مواجهة جبهة الإخوان، فنحن نتحدث أيضا عن قيام هذه الجبهة على أرضية ومشروع سياسي مختلف يلبي تطلعات كل طرف من أطراف هذه الجبهة او على الاقل يضمن وبشكل حازم الثوابت الوطنية لكل طرف ويجمع الأطراف لمواجهة تهديد ما يمكن تسميته بالجبهة الإسلامية التي تريد إلحاق اليمن شمالا وجنوبا ولاية تتبع طهران او اسطنبول وتسعى لجعل الحديث عن الوطنية الشمالية او الجنوبية جريمة وخيانة عظمى وتشيع ثقافة الارتباط العالمي كثابت وطني لا يقبل النقاش.

في الأيام الأخيرة تابعنا دعوات لخلق جبهة تجمع المؤتمر والإصلاح لمواجهة الحوثي وتلك حيلة جديدة من حيل التنظيم الدولي الإخواني تهدف للوصول لجبهة الساحل واحتواء والتهام المقاومة الوطنية وتوجيهها لاحقا باتجاه الجنوب لا باتجاه صنعاء، والتخلص من التهديد الذي تشكله هذه الجبهة، وهو تهديد محتمل، لكن النظرة البعيدة للتنظيم تراه تهديدا وجوديا للجماعة شمالا كما ترى في الانتقالي أيضا ذات التهديد جنوبا.

إن اقتراب جبهة المقاومة الوطنية من مشاريع الاصطفاف الإخواني منذر بخطر ماحق لهذه الجبهة التي ما زالت حتى اليوم تفتقد للمشروع السياسي المختلف والذي ستحتاجه للشمال والجنوب من أجل البقاء والانتصار.

ولا بد أن يكون لديها مشروع مختلف تماما عن مشروع الإخوان وتعريف مختلف عن تعريفهم للوحدة..

لكن ومع ذلك تبقي جهة المجلس الانتقالي وعدن هي المسار الآمن للمقاومة الوطنية لإنتاج مشروع تحالف واصطفاف في مواجهة الإخوان بجناحيهم الإيراني والتركي.

لكن طرفي مواجهة تحالف الخمينيين والبنائين ما زالا محبوسين في سجن أعدائهما مكبلين بالعجز عن إعلان تحالف وجبهة وطنية من مشروع سياسي واضح للشمال والجنوب.

وهذا العجز والضعف وانعدام الشجاعة السياسية نقطة قوة لعدو الطرفين، وهي للأسف هدية مجانية يقدمها التوجه الوطني في الشمال والجنوب لمشروعي الخلافة والإمامة العابر للحدود والهوية الوطنية لكل من صنعاء وعدن.