سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

السفير وإخوانه وسياسة التفريخ لإفشال الجنوب

Thursday 23 July 2020 الساعة 09:54 pm

تبذل شرعية الإخوان وبدعم من السفير آل جابر جهدا كبيرا لإعادة الروح في مشروع تفريخ المكونات.

تفريخ المكونات القبلية والشبابية والاجتماعية كان مساراً من مسارات ما يسمى بالربيع العربي. وهي فكرة في الأساس تبناها الإخوان في اليمن من قبل الربيع..

في زمن الربيع استخدم النهج التفريخي من أجل هدم النظام وإغراق الساحة وإغلاقها عليه بأكبر عدد من المسميات لمشروع واحد هدفه الأساسي هدم النظام والنظام هو الدولة.

وفي الزمن الإخواني الذي سبق الربيع في اليمن وغيرها كان نهج التفريخ وتعدد الكيانات للمشروع الإخواني الواحد يهدف لحماية المشروع من الإسقاط بالضربة الواحدة للمكون الواحد.

اليوم في الجنوب يعود المنهج التفريخي للمكونات التي تحمل ذات المشروع الشرعوخواني على يد هادي وتنظيم الإخوان وطبعاً لا يخفى دعم السفير السعودي ممثل المملكة لهذا النهج.

يبدو أن الهدف اليوم هو مزيج من أهداف مرحلة الربيع وما قبلها..

مواجهة الانتقالي وتفريغ مشروعه وكذا حماية الجماعة وتحالفها مع هادي وأسرته وعلي محسن بتنويع الكيانات وتعدد المسميات.

إن موافقة الانتقالي على تمرير هذا النهج خطأ استراتيجي سيعيق الدولة وجهود استعادتها أو إقامتها من جديد بعد أن أسقطها منهج التفريخ، هذا الخطأ لن تكون آثاره محصورة على الجنوب فقط بل على الجنوب والشمال..

تفريخ المكونات ليس تعددية سياسية لمشاريع مختلفة بل هو أسلوب تمزيقي لحضور مشروع ما من قبل المشروع الآخر.

ولذلك لا ينتج أي شيء غير الفراغ والفوضى، يعيق نفسه ويعيق خصمه ويفتح الساحة كما فعل من قبل للفراغ القاتل.

في الجنوب اليوم هناك مشروعان، هذه هي الحقيقة: مشروع هادي والإخوان الذي يقول إن الجنوب إقليمان في دولة اتحادية عاصمتها صنعاء. ومشروع الانتقالي الذي يقول إن الجنوب دولة مستقلة فدرالية بمحافظاته.

إن كانت هناك جدية من التحالف الذي تقوده السعودية فإن الفصل بين المشروعين جنوباً لا سبيل إليه الا بإستفتاء الجنوبيين وفق معايير الاستفتاء المعتبرة دولياً..

وحتى الوصول للاستفتاء فإن الحفاظ على الجنوب موحداً بعيداً عن الانقسامات والتفريخ يدار بحكم ذاتي هو الضمانة الحقيقية للاستقرار والطريق الآمن نحو استعادة الشمال وتحرير صنعاء بالسلم والحوار مع الحوثيين أو بالحرب..

المثير للسخرية في جهود هادي ومن معه ان جهود تفريخ المكونات تجري اليوم في كل المحافظات الجنوبية ما عدا أبين.. أبين يرى فيها هادي وابناؤه ملكية خاصة بهم، ولهذا لا تحتاج مكونات..

الاعتراف بالحقيقة هو الطريق لحلحلة المشكلات.. والسير خلف نهج هادي والإخوان الذي هو أيضاً نهج الدوحة راعية فوضى الربيع وصانعته سيقودنا لمزيد من الفوضى والفراغ. والعجيب ان يكون هذا المسار مدعوماً من سفير السعودية التي تقول ان قطر تدعم الفوضى في اليمن والدول العربية وتغذي الفوضى والفراغ.