سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

فلسطين بين فكي كماشة الانقسام الداخلي وشعارات تجار حروب إقليميين

Saturday 15 August 2020 الساعة 08:30 am

أتابع تغطية "الجزيرة" لموضوع اتفاق الإمارات وإسرائيل على إقامة علاقات رسمية.

ثمانون مكونا فلسطينيا أصدر بيانا يرفض فيه الاتفاق، بيانات المكونات لا تتوقف، وتطلعها الجزيرة عاجل أسماء مكونات وجبهات وسرايا وكتائب كثيرة.

طبعاً يعرض هذا على الخرفان على أنه مصدر قوة، والحقيقة انه سبب الضعف الفلسطيني هو من الفلسطينيين أنفسهم.

الانقسام والمكونات وغياب القيادة الموحدة والقرار الموحد وتبعية كل منظمة وجماعة لدولة ومشروع إقليمي هو سبب الضعف لكن الخرفنة تحوله لمظهر قوة وممكن تسميه تنوعا وديمقراطية..

كان جمع الفصائل الفلسطينية في جبهة واحدة يقودها قائد واحد هو ياسر عرفات -رحمه الله- أفضل الخيارات المتاحة لإبقاء فلسطين حاضرة في الواقع والمشهد.

الفلسطينيون أنفسهم بأيديهم من دمر ذلك الوضع، وقررت كل فئة منهم أن تنصب لها حركة وقائدا وترتبط بمحور ودولة.

أي قضية تريد تدميرها امنع عنها القيادة الموحدة والتمثيل الموحد واجعلها مكونات وجماعات وادعم الكل وحافظ على الكل وهذا لا ينجح بإرادة من خارج الشعب صاحب القضية فقط بل يحتاج لشعب يقبل الفكرة ويمجدها ويعتبرها مصدر قوة وهي السم الزعاف له ولقضيته..


كل الدول العربية ستذهب لما ذهبت له مصر والأردن واليوم الإمارات، لن تظل هذه الدول وشعوبها مقيدة ومنتظرة لأصحاب القضية أن يغيروا ما بأنفسهم ويغيروا نهج الانقسام والتيه بين المحاور التي باتت تستخدم قضيتهم لهدم الدول العربية وتدميرها والسيطرة على مقدراتها وليس تحرير فلسطين.

بالنسبة لكل عربي بلا شك انه يتمنى ان تعود فلسطين كل فلسطين لأهلها وتنتهي مأساة شعبها.. لكن ان تعم الحروب في كل الأوطان العربية والمدن وينتشر الخراب على يد جماعات تستخدم قضية فلسطين وتتاجر بها للآخرين ويكون لدينا إلى جانب مأساة فلسطين مآس أخرى في كل دولة. لا يمكن القبول بهذه اللعبة التي لن تأتي بفلسطين بل ستذهب بما بقي للعرب من أوطان لإسرائيل أسيرة ومطمة وممزقة.

نتمنى أن تتقدم تركيا الخلافة او إيران الإسلامية نحو تدمير إسرائيل وتوجهان الجماعات التي تتبعهما وتسعى لتحرير فلسطين من صنعاء وعدن لموقع إسرائيل ومدنها.

أما من مدن العرب ننطلق وفي القدس نلتقي ونعمل علاقات مع إسرائيل ونقول انها في القاهرة او الرياض وعدن وابوظبي فهذه لعبة انتهت وانكشفت.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك