سبتمبر صنعاء في زمن الحوثي.. عقاب جماعي وأعمال شاقة لليمنيين
السياسية - Sunday 30 September 2018 الساعة 09:13 am
بين طوابير محطات تعبئة المشتقات النفطية لتزويد سياراتهم بما تيسر من مادة البنزين، وبين طوابير وملاحقات عقال الحارات على أمل الفوز بإسطوانة غاز لطهى طعامهم، أمضى سكان صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سلطة مليشيا الحوثي شهر سبتمبر لهذا العام، في معاناة مزدوجة وما يشبه العقاب الجماعي شمل كل متطلبات الحياة ، في شهر الثورة والحياة شهر الحرية والانعتاق من الاستبداد والجهل والتخلف والمرض، حينما فجر أبناء اليمن ثورة الـ26 من سبتمبر قبل 56 عاما بوجه اعتى الأنظمة الكهنوتية الاستبدادية.
سرقة ومسراقة ..
سلسلة جرعات سعرية غير معلنة في المشتقات النفطية اقرتها مليشيا الحوثي خلال شهر سبتمبر 2018م، لتجريع المواطنين اصنافا من العذاب والويلات، بحثا عن اسطوانة الغاز التي ارتفع سعرها مابين (6000) الف ريال و(8000)الف ريال ، وتحول سوق اسطوانات الغاز المنزلي إلى سوق سوداء تديرها المليشيا مع عدد من عقال الحارات ومسئولي المجالس المحلية، " أسبوعان ونحن بلا غاز والمطبخ مهجور وأسبوع ملاحقة عقال الحارة وأسبوع ملاحقة الكروت وبالأخير الغوا الكشف الذي فيه اسمي واسم جاري "، هكذا يروى اوراس الارياني جانبا من معاناة البحث عن اسطوانة الغاز في صنعاء ، مضيفا " ماعاد يجي نفس للواحد يفكر أو يكتب او يضحك أو يتألم "، وفي منشور على حائطه رصده موقع " نيوز يمن" يقرب الارياني صورة المعاناة أكثر قائلا " المهم بهذلة وذل وتعب وسرقة ومسراقة.." ،
أعمال شاقة وأسواق سوداء
الحصول على بضع لترات من مادتي البنزين أو الديزل، بات هو الآخر واحدة من الاعمال الشاقة التي يتجرعها سكان صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سلطة المليشيا، ففيما ما تزال آلاف المركبات والسيارات رابضة أمام بعض محطات تعبئة المشتقات النفطية، انتعشت خلال شهر سبتمبر السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية باسعار تجاوزت الـ(15) ألف ريال للجالون الواحد من البنزين سعة 20 لترا، وفتحت معظم المحطات أبوابها للبيع بأسعار السوق السوداء علنا باشراف نافذين من قيادات مليشيا الحوثي ،
إفقار ممنهج وحروب عبثية
وفي ظل توارد معلومات باعتزام مليشيا الحوثي اقرار جرع سعرية متتالية، تصل بسعر الدبة البنزين سعة 20 لتراً، إلى (11500) ريال، والديزل إلى (11600) ريال، يتساءل الناشط على شبكات التواصل الاجتماعي، عبدالوهاب قطران، على خلفية هذه المعلومات " أليس من حقنا أن نعلنها ثورة ضد الجرع والمجرعين كما اعلنتها ياحوثي ثورة ضد جرعة هادي وحكومة الوفاق وأسقطت صنعاء والدولة واستوليت على السلطة ودخلت اليمن جحر الحمار الداخلي.؟!"، ويخاطب مليشيا الحوثي قائلا " لماذا تصروا على اغتيال شعب كامل تعداد سكانه ثلاثون مليون يمني ، بالمجاعات والحروب العبثية والامراض والأوبئة، غادروا المشهد كفى تجويع كفى ارهاب كفى افقار ممنهج كفى حروب طائفية تجارية تمزيقية "..
سطو على سلال غذائية خيرية
المساعدات الغذائية المقدمة للمواطنين من رجال اعمال في صنعاء لم تسلم من عمليات السطو والسرقة من مليشيا الحوثي، وافادت مصادر محلية متطابقة لـ " نيوز يمن" اقتصاص مليشيا الحوثي لاجزاء من محتويات سلة غذائية قدمها رجل الاعمال حيدر فاهم لسكان العاصمة صنعاء خلال شهر سبتمبر2018م ، وأفادت المصادر ان مليشيا الحوثي قامت بالسطو على السلال الغذائية الخيرية وصادرت أجزاء من محتوياتها تحت مبرر دعم ما تسميه مليشيا الحوثي " مجهود حربي".
ارتفاع اسعار المواد الغذائية
الجرعات السعرية في أسعار المشتقات النفطية وأزماتها المتتالية القت بضلالها على اسعار المواد الغذائية الأساسية التي قفزت هى الأخرى إلى اعلي مستوياتها خلال شهر سبتمبر، ليأتي العام الدراسي الجديد ومتطلبات العودة إلى المدرسة، بمثابة كابوس إضافي يؤرق أولياء أمور الطلاب ومعظمهم من موظفي الدولة ومحدودي الدخل المنقطعة مرتباتهم للعام الثاني على التوالي، " كنا نحتفل بسبتمبر وننتظر نشاهد الالعاب النارية ونسمع الاغاني الوطنية تسمعها بكل مكان"، تقول الناشطة سماح ردمان، كنا نفعل ذلك احتفاء وفرحا بسبتمبر ، " من غير ما نعرف معاناة اليمنيين في ظل الكهنوت الإمامي، ولا نعرف كل تلك التضحيات التي قدمت للخلاص منه،الا ماكنا نسمعه او ندرسه،كنا مجرد متابعين للحدث الإحتفالي "، ومقارنة بشهر سبتمبر هذا العام ومعاناته تقول ردمان " اليوم وبعد ما اصبحنا جزء من تلك المعاناة وفهمنا معنى ان يتسلط عليك فرد ليحكمك وتفقد مع الوقت أبسط سبل للعيش ، واصبح الموت والفناء يحيطا بنا من كل جانب "، وتضيف " اصبحنا نصنع الحدث نحتفل نفرح.، نفتح الأغاني الوطنية، نشعل شعلة الثورة في بيوتنا، نستشعر تلك اللحظات ونبحث فيها عما يكون حافزا لنا لعلنا نستعيد تلك اللحظة للخلاص من هذا الظلام الذي يحيط بنا، ليبزغ فجرنا من جديد ".