المنظمات الأممية تعتبر الصحفيين في اليمن أقل شأناً من المليشيا
السياسية - Sunday 28 October 2018 الساعة 10:13 pm
يعمل الصحفيون في بيئة عالية الخطورة على حياتهم في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. يتساءل صحفي يمني حول نظرة المنظمات الدولية إلى الصحفيين في اليمن مقابل مداهنتها المليشيا والامتناع عن إدانة ما تقترفه.
خلال الأسبوع الماضي وسعت المليشيا الحوثية من دائرة الاستهداف وشملت الانتهاكات أعمال خطف واعتقال تعسفي واعتداء بالضرب وملاحقة إعلاميين ودهم منازل ومكاتب. ولا يزال ثلاثة إعلاميين شباب مخفيين منذ أسبوع في الحديدة اختطفتهم المليشيا.
ويبقى الصمت الذي تبديه المنظمة الدولية ومؤسساتها المعنية تجاه انتهاكات المليشيا بحق الصحفيين وحرية التعبير مثار تساؤل واستياء، لكن صحفيين وغاضبين وناشطين إعلاميين اتهموا الأمم المتحدة بممارسة "التواطؤ" مع الحوثيين الذين يواصلون خلال أربعة أعوام فرض سلطة الحديد والنار على اليمنيين والنشطاء والمنظمات الإنسانية، دون أن تفقد الجماعة شيئا من الامتيازات التي تنعم بها لدى كثير من وكالات ومنظمات الأمم الدولية.
خلال أيام قلائل بلغ عدد الصحفيين والإعلاميين اليمنيين الذين تعرضوا للاعتقال والخطف والاعتداء أكثر من 25 صحفيا في العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة.
وامتدت الاعتداءات الحوثية المسعورة إلى الإعلاميين والصحفيين المستقبليين من طلاب الجامعات ومن الناشطين إعلامياً والمتعاونين مع منظمات الأمم المتحدة. ولم يشفع لهم هذا لدى المنظمات للتضامن معهم أو حتى السؤال.
تساءل صحفي يمني، من الحديدة في اتصال مع "نيوزيمن" على خلفية اختطاف ثلاثة من زملائه يوم الأحد الماضي، عما إذا كانت "تعتبر المنظمات الدولية الصحفي في اليمن أقل شأناً من المليشيا المسلحة؟".
وعبر الصحفي الشاب، الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه لوجوده في متناول الحوثيين، عن الغضب والاستياء الشديدين من موقف منظمة اليونيسف "السلبي" بعد اختطاف المليشيا ثلاثة إعلاميين متعاقدين معها لتغطية برامجها وفعالياتها في المدينة الساحلية غرب اليمن.
ووفقاً لشهادات جمعها نيوزيمن، أطلقت المليشيا الحوثية مسلحيها وراء الناشطين الإعلاميين والطلاب الثلاثة صحافة وإعلام آداب الحديدة وملاحقتهم قبل الوصول إليهم واختطافهم من منازلهم ومقر مشروع إعلامي يدير عملاً مع اليونيسف ومصادرة هواتفهم والأجهزة الأخرى يوم الأحد 21 أكتوبر 2018، وهم محمد الميسري ومحمد الصلاحي وبلال العريفي.
ولم تعلق اليونيسف على الواقعة حتى الآن. كما لم يصدر أي موقف عن الأمم المتحدة ومنظماتها العاملة أو المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث تجاه عشرات الانتهاكات والاعتداءات الخطيرة على الصحفيين والإعلاميين اليمنيين في أيام قلائل.