حكومة الغربة ومزاج هادي المفخخ بالعداء للفاعلين في الجنوب

السياسية - Tuesday 30 October 2018 الساعة 09:32 pm
عدن، نيوزيمن، عماد طربوش:

عادت الحكومة ورئيسها الجديد إلى عدن، وسط احتفاء كبير بالعودة، وكأن العودة أصبحت بحد ذاتها إنجازاً يستحق الثناء والترحيب، رغم أن التوقعات تذهب إلى كثير من التشاؤم حيال بقاء الحكومة على أرض الوطن أو عودتها إلى الغربة.

ربما تكون هذه الحكومة هي الوحيدة في تاريخ اليمن التي يجهل الناس في الشارع أسماء غالبية أعضائها ولا ينتظرون نشرة أخبار التاسعة لمتابعة نشاطها وذلك بعد الترقيع الذي حصل لها طيلة أكثر من عامين لدرجة أن أحد الوزراء مكث في صنعاء حتى قبل شهرين واستطاع الهرب ليصل إلى منصبه الوزاري الذي بقي شاغراً.

قبل يومين ذهب أحد الأصدقاء إلى البنك المركزي ليحصل على مبلغ 4 آلاف دولار بسعر البنك بحسب إعلان البنك والحكومة منح كل مسافر للعلاج مبلغ ألفي دولار بسعر أقل من 600 ريال للدولار وهو ذاهب للقاهرة لمعالجة والده ووالدته ويحتاج 70 ألف جنيه كلفة العمليات والمبلغ يساوي 4 دولارات تقريباً.

عاد خائباً، لأن البنك لايوجد لديه هذا البند والإعلان عن ذلك كذبة كبيرة.. حين سألته مستغرباً.. الحكومة والبنك أعلنوا عن ذلك رداً عليَّ بمرارة وبلهجة صنعائية.. الحكومة مابه أحد هو. وكان الرد كافيا لتوضيح حجم الهوة بين الحكومة واحتياجات الناس.

لم يجد حمزة دولارات بسعر البنك لمعالجة والديه وتوجه للقاهرة بعد أن اشترى الدولارات من السوق بفارق سعر صرف عن الذي أعلنه البنك للمرضى والمستوردين يصل إلى 800 ألف ريال يمني أي 200 ألف ريال عن كل ألف دولار.

لم تصدق الحكومة في توفير خدمه صغيره للمرضى المسافرين رغم ان راتب محافظ البنك ونائبه الشهري كافيان لحل مشكله 50 مريضا غير ان الشرعيه تهتم كثيرا بترتيب اوضاع كبار مسؤوليها ومنحهم امتيازات ماليه لم تصرف لأقرانهم حتى في ايام حكومات المؤتمر التي رشقت بأقسى نعوت الفساد وقامت ثوره لإنهاء هذا الفساد.

ما الذي ستنجزه حكومه غادرت في المره السابقه عدن بحجه انه لم يتم توفير سكن مناسب لها في معاشيق وان السكن خارج معاشيق غير امن اضافه الى جمله من المعوقات التي ساقتها الحكومه لتبرير مغادرتها مجددا الى الرياض.

تريد الحكومة توفير مناخات امنه لها في حين ينتظر الشعب منها تطبيع الاوضاع واعاده الامن والاستقرار لهم كونها الجهة المسؤوله عن الاجراءات وفرض الاداء على الارض وتريد الحكومه من التحالف توفير كل احتياجاتها الماليه ومساعدتها في جبايه الموارد ومواجهة الارهاب واقناع التشكيلات الامنيه في عدن بتنفيذ اوامرها وقائمه طويله من الامنيات.

ولا تريد هذه الحكومه ايضا ان تبذل جهدا للنقاش والحوار مع التشكيلات الامنيه في عدن للوصول الى قدر معقول من التوافق يسمح لها بالتحرك والإنفاذ وتنسى كذلك ان الظرف ليس طبيعيا بل انها حكومة في زمن حرب عليها ان تقاتل بكل ادواتها لتكون شريكا المقاتلين في الجبهات تضحيه وبطولة.

عوده الحكومة او تشكيل حكومه جديده هو انجاز اجرائي في سلسله قرارات تملك الشرعيه ممثله بالرئيس مشروعيه اصدارها، غير ان بقاء هذه الحكومات مسكونه بالولاء السياسي ومفخخه بمزاج هادي من المكونات الفاعله في الجنوب وحقده عليها لن يثمر نجاحا بل يعني مواصله الحرث فى الرمال ومواصله الكذب على الناس وتصخيم اوجاعهم.