أمين محمود: الإصلاح يؤخر تحرير تعز وأفسد العلاقة مع التحالف وأضعف الشرعية

السياسية - Sunday 02 June 2019 الساعة 10:09 pm
تعز، نيوزيمن:

قال محافظ تعز السابق الدكتور أمين محمود، إنّ قرار اقتحام ونهب منزله وإحراقه اتخذه حزب الإصلاح وجند لتنفيذه قرابة 300 فرد من ميليشياته المتواجدة في مديرية المسراخ، معظمهم مسجلون في كشوف أفراد الأمن.

وأضاف محمود، إن هذه العملية تم التخطيط لها في مقر الإصلاح في مدينة تعز، وكان لديه معلومات منذ حوالى ثلاثة أشهر بأنهم يخططون لهذه العملية. وقال: كنت أستبعد أن يتورطوا بهذا العمل الإجرامي، وأن يكشفوا عن وجههم بهذه الطريقة الفجّة، خصوصاً ونحن نقف جميعاً تحت مظلة الشرعية وفي جبهة مواجهة لعدو واحد يستهدفنا جميعاً”.

وأوضح: “لقد حاولوا إلباس هذا العمل الإجرامي الجبان صيغة جنائية، وبطريقة غبية ساذجة افتعلوا شجاراً مع أحد أقاربي، وهاجموه في منزله وأصابوه، وبالرغم من إصابته سلّم نفسه لإدارة الأمن، فقاموا باقتحام مقر الإدارة وقتلوه بطريقة داعشية، واتّخذوا من هذا الحادث مبرّراً للهجوم على منزلي واقتحامه ونهبه وإحراقه.

وذكر أنه بعد ذلك قاموا بشن هجوم على المنطقة وقتلوا وجرحوا العديد من السكان، وكل هذا تم تحت سمع وبصر قائد المحور ومدير عام الشرطة اللذين اكتفيا بتوجيه برقية يتيمة إلى العميد جميل عقلان وذلك بهدف تحميله مسؤولية التقصير في مهمة هي في صميم اختصاص المحور والأمن والشرطة العسكرية، خصوصاً وأنّ القوة التي قامت بارتكاب هذه الجرائم هي قوة عسكرية تابعة للإخوان”.

وقال محمود، إنه “من خلال هذه الجريمة أرادوا الانتقام من محافظ أراد أن يقوم بمهامه بفرض النظام والقانون وإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة وتطهير الجيش والأمن من القيادات الفاسدة وغير المؤهلة والدخيلة على هذه المؤسسات والتي يجب أن تكون مؤسسات وطنية بعيدة عن الحزبية كما ينص عليه الدستور.

وأضاف، كما أرادوا أن يرسلوا رسالة ترهيب لكل القوى الأخرى التي لا تتفق مع سيطرتهم واستحواذهم على سلطة القرار في المحافظة ويخرسوا كل الأصوات التي تنادي بتصحيح مسار الشرعية وإنهاء العبث بمؤسسات الدولة، حتى لو كان هذا الصوت صادرا من أعلى سلطة في المحافظة.

وفي رده على سؤال صحيفة العرب اللندنية حول أسباب وخلفيات إقالته المفاجئة من محافظة تعز، وهل حقا رفض أداء اليمين الدستورية كعضو مجلس شورى احتجاجا على هذه الإقالة، قال محمود: “أود الإشارة إلى أني لا أبحث عن وظيفة، وما كان قبولي بمنصب المحافظ إلا تضحية مني لخدمة أهلي وأبنائي وإخواني في محافظة تعز، وأنا فخور جدا بما قدمته من إعادة صرف المرتبات التي توقف صرفها لأكثر من عامين، وكذلك إعادة مؤسسات الدولة ومكاتبها للعمل، وترميم المباني الحكومية المدمرة، وإصلاح الطرقات وتطبيع الوضع الأمني والحياة العامة داخل المدينة، وكنت على وشك إنجاز الكثير في إصلاح وتصحيح المسار حتى نتمكن من استكمال التحرير ووضع تعز في الموضع الذي يليق بها”.

وكشف محافظ تعز السابق أمين محمود جوانب من الأسباب الحقيقية لتعثر استكمال تحرير تعز بعد حوالي خمس سنوات من الحرب، قائلا إنّ جهود التحرير ووجهت بتعنت حزب الإصلاح وإصراره على الاستفراد بقرار المؤسسة العسكرية والأمنية، وهذا ما أدى إلى إحداث شرخ كبير في العلاقة مع التحالف العربي، وإضعاف مؤسسة الجيش والأمن، نتيجة لإقصاء الآلاف من الضباط والجنود المؤهلين، وإسناد معظم المناصب القيادية لمدنيين لا علاقة لهم بالعمل العسكري والأمني، وكل مؤهلاتهم تنحصر في الولاء الحزبي، إضافة إلى الفساد الكبير وإهدار المال والسلاح، وعدم الاكتراث بأرواح الجنود والجرحى، بل والمتاجرة بأرواحهم وآلامهم وجراحهم في سوق المناكفات السياسية”.

وأكّد أمين محمود أن ما يقوم به حزب الإصلاح لا يخدم تعز ويضعف الشرعية التي يتدثر بها رموز الحزب ذاته، ويؤخر التحرير ويخدم الميليشيات الحوثية.