الرياض في جنوب اليمن.. نزاع يقترب من العام دون حلول

السياسية - Saturday 29 August 2020 الساعة 10:47 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الجنيدي:

تقترب المملكة العربية السعودية من تسجيل تواجد وحضور عام كامل منذ قدومها إلى جنوب اليمن، لكن حتى اليوم لم يلاحظ المواطن والمتابع للشأن السياسي في البلاد أي حلول نجحت.

ويعيش الجنوب منذ أغسطس من العام الماضي في فوضى وصراع، على الرغم من إعلان اتفاق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية الرياض، وبرعاية سعودية.

وجاء هذا الاتفاق لينهي من المفترض صراعاً بين الطرفين، بعد احتدام مواجهات، من مدينة عدن، وصولاً إلى شبوة، لكن بدت "الرياض"، غائبة كلياً عن المشهد، وسط نعومة تعامل مع الشرعية، وخشونة تعامل مع المجلس الانتقالي.

خروقات

يفيد متحدث قوات المجلس الانتقالي، في محور أبين، محمد النقيب، بشكل شبه يومي عن خروقات للقوات المحسوبة على حكومة الشرعية بالمحافظة.

ووصلت اعتداءات القوات المحسوبة على الحكومة، إلى سيئون في وادي حضرموت، قبيل أيام، إذ فتحت تلك القوات النار على مواطنين سلميين عبروا عن رفضهم لتظاهرة تدعمها اطراف في الشرعية.

ونتيجة لتلك الخروقات، أعلن المجلس الانتقالي، تعليق التفاوض في الرياض، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

رسائل انتقالية للرياض

وبموازة ذلك، كشف أحمد بن بريك، وهو رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، عن أن القيادة التي أوكلت لها الرياض مهام الملف اليمني، عقيمة، في إشارة إلى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.

وقال ابن بريك، لوكالة سبوتنيك الروسية الأربعاء الماضي، إن آل جابر ذهب في إجازة صيفية في التوقيت الذي كان وفد الانتقالي يستعد لاستئناف المشاورات بعد إجازة عيد الأضحى، واصفاً ما جرى بانه استهتار.

ونفى ابن بريك، أي علاقة للانتقالي بتدهور الخدمات وتوقف صرف المرتبات، وحذر من "إطلاق الشعب ضد السعودية".

ويرى مراقبون، بأن السعودية بالفعل تدير المشهد اليمني، باستهتار ليس له مثيل، وتتعاطف مع الشرعية على الرغم من أنها وسيط.

ولم يتحقق من اتفاق الرياض، سوى تعيين محافظ لعدن.

وينص الاتفاق على تنفيذ البنود خلال 60 يوماً، لكنه يدخل اليوم شهره العاشر دون تنفيذ.

الرياض.. والسياسة الفاشلة

لم تنجح سياسة المملكة العربية السعودية في اليمن، منذ تدخلها في صيف 2015، بل زادت الاتفاقات التي تعقدها الطين بلة.

وكان السفير السعودي لدى اليمن، أعلن بداية العام الجاري عن أن المملكة تتواصل مع الحوثيين بشكل يومي، لكن تلك المحادثات لم ينتج عنها شيء حتى اليوم، وما زال الحوثيون يطلقون الصواريخ والطائرات المفخخة نحو الأراضي السعودية، كما لا تزال المعارك شمالاً مستمرة.

وبحضور السعودية في الجنوب، تعقد الوضع أكثر، وباتت المحافظات الجنوبية، تشهد حرباً أيضاً على غرار بعض محافظات الشمال، على الرغم من أن الجنوب حظي بالاستقرار لسنوات، بحضور أبوظبي التي اختارت المجلس الانتقالي حليفًا بشكل علني، على خلاف السعودية التي لم يعرف حلفاؤها، وهو ما أضاع بوصلتها شمالاً وجنوباً.