عاشوراء الحوثي.. مناسبة لتعويض خسائر الجبهات واختبار الولاءات

السياسية - Sunday 30 August 2020 الساعة 10:47 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

من خرافة لأخرى تسوق مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- أتباعها ومتمصلحيها في فعاليات احتشادية تعزّز من فرص انتشار فيروس كورونا المستجد covid19، وتختبر في ذات الوقت ولاء العاملين معها، بصرف النظر عن حقيقة قناعاتهم بمعتقدات الجماعة وخرافاتها المتوالية.

بدلاً من الاهتمام باحتياجات الناس في مناطق سيطرتها، وتوفير الخدمات الافتراضية لأي سلطة حاكمة خدمة للمواطنين، تذهب مليشيا الحوثي لإشغال ذاتها وأعوانها بمعارك تستقدمها من غابر التاريخ، وما فعاليات ما تسميها ذكرى "يوم عاشوراء" إلاّ واحدة من روزنامة أسطوانة دائمة طوال العام..

تُسخّر مليشيا الحوثي كل ممتلكات وأجهزة الدولة للحشد لمثل هذه الفعاليات، بدءًا بإخراج مسئولي الدولة (المفترضين) ومرافقيهم وأقاربهم، ومسئولي السلطة المحلية بالمحافظات والمديريات، ومدراء المديريات، ومدراء المكاتب التنفيذية، واعضاء المجالس المحلية، وعقال الحارات، ومشرفيها، واعضاء مجلسي النواب والشورى، لحضور هذه الفعاليات إجبارياً، وهى اعداد كافيه لإظهار الفعالية جماهيرية بامتياز..

نفقات مالية باهظة وإتاوات مالية جديدة تفرضها الجماعة على التجار والعاملين في القطاع التجاري، تحت مسمى التنظيم والاعداد والتجهيز لمثل هذه الفعاليات، في ظل ازمات متتالية للمشتقات النفطية والغاز المنزلي، وانقطاع صرف المرتبات، وارتفاع اسعار المواد الغذائية، وتدهور خدمات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء، وانتعاش السوق السوداء للمشتقات النفطية في شوارع صنعاء والطرقات العامة.

وكان لافتا حرص منظمي هذه الفعاليات ذات الابعاد الطائفية، على "استغلال هذه الذكرى في رفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد لتعزيز عوامل الصمود والثبات"، في محاولة لتعويض خسائر مليشيا الحوثي في جبهات القتال، وسد العجز الحاصل إثر تكبدها خسار بشرية فادحة خلال الاسابيع الماضية.

واعتبر القيادي الحوثي المعيّن بمنصب نائب وزير الأوقاف والإرشاد/ فؤاد ناجي "ذكرى استشهاد الحسين" فرصة ينبغي الاستفادة منها في رفد الجبهات بالرجال والعتاد والمال لدعم الصمود".

فيما يذهب القيادي الحوثي عبدالكريم المروني -المعين رئيسا لمصلحة الجوازات- إلى التشديد على أهمية "تجسيد تضحية الحسين في الدفاع عن الحق ونصرة المستضعفين ومقارعة الطغاة والمستكبرين".

وفي فعالية مشابهة اعتبر مفتي الجماعة، شمس الدين شرف الدين، "أن واجب الأمة الاستفادة من هذه الذكرى في تسخير الطاقات والجهود وتوجيهها نحو أعدائها في مواجهة العدوان وطرد المحتلين الأمريكان واليهود من أرض العرب والمسلمين وتحرير فلسطين".

وتحاول مليشيا الحوثي مقاربة الاحداث التاريخية، وتحفيز المنخرطين في صفوفها على التضحية زاعمة أن ذلك "سير على نهج الحسين في مواجهة الغزاة والمحتلين"، وتأكيد على استمرار أبناء اليمن في" تقديم التضحيات لمواجهة أعداء الإسلام والمسلمين"..

واعتبر عبدالخالق العجري، المعين ناطقا باسم وزارة الداخلية، "ثورة الحسين أعظم ثورة في وجه الظلم والطغيان ومدرسة في الثورة والعطاء، تتجسد أهميتها في الاقتداء بهذه الشخصية الإنسانية العظيمة والتفاف الأمة حولها من أجل مناهضة قوى الاستكبار والهيمنة الأمريكية على الشعوب العربية والإسلامية"..