اليامي.. أفقده لغم حوثي قدمه وتغلب بإرادته على إعاقته وفقره

المخا تهامة - Monday 16 November 2020 الساعة 10:30 am
موزع، نيوزيمن، خاص:

حينما ذهب سلطان اليامي لشراء ملابس العيد لطفليه في عام 2017 قاصداً مركز مديرية موزع، كان كل شيء يسير على ما يرام، إذ إن وصوله كان مبكراً، وقد عاد إلى قريته في وادي الغيل بالعوشقة على متن دراجته النارية بعد أن أكمل شراء حاجياته. 

كان يسابق الريح في طريق العودة، لزرع البهجة في طفليه سلا وأحمد، وقد اقترب كثيرا من منزله ولم يتبق له سوى مئاتي متر تقريباً، لكن لغما حوثيا زرع على ناصية الطريق اعترض طريقه.

قذف به الانفجار مع دراجته النارية عاليا في الهواء، فيما علت كومة من الأتربة والغبار، وبترت قدمه اليسرى.

ظل مرمياً على قارعة الطريق ما يقارب نصف ساعة، وفقد كمية من دمائه، فيما كان الرجل البالغ من العمر نحو أربعين عاما يشهد لحظة الاقتراب من الموت.

حضر مجموعة من المواطنين وحملوه إلى إحدى المستشفيات للعلاج من الجروح البالغة التي تعرض لها.

يقول اليامي لنيوزيمن، أفقت في المستشفى من غيبوبتي على أصوات ضجيج المرضى.. لم أكن أعلم ما حل بي، أبلغني الشخص الذي كان يرافقني بما جرى، وقد أيقنت أن الله كتب لي عمرا آخر.

يضيف، لم أكن أتوقع أن تقوم مليشيا الحوثي بزراعة الألغام في الطريق الذي يعتبر الممر الوحيد للمواطنين من أجل الذهاب للتسوق وشراء حاجيات الأسرة، لقد كان عملا إجراميا لا تقدم عليه سوى عصابة لطخت أيديها بالدم وفاقدة للقيم.

بعد وقت قصير من تماثله للشفاء وتحرير موزع من عصابة الحوثي، عاد اليامي إلى منزله، عسى أن يجد من يهتم به من المنظمات الحقوقية، لكنه لم يحصل على أي مساعدات تعوضه الخسائر المالية التي تكبدها أثناء إجراء العمليات الجراحية في المستشفى.

يقول، إن ذلك كان حافزا لي للعودة إلى العمل بمزرعتي والاعتماد على نفسي، كونها المصدر الوحيد لرزقي، ورزق أطفالي.

كنت أخشى أن تتعرض قدمي الصناعية لمضاعفات، لكن كل شيء مضى على ما يرام، تغلبت على إعاقتي وفقري.