جبهة العبر ومنفذ الوديعة.. إيرادات وفساد وشرعية تطاردها اللعنات

إقتصاد - Monday 31 December 2018 الساعة 08:20 pm
عدن، نيوزيمن:

تناول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مجدداً طريق العبر التي أطلقوا عليها طريق الموت، وكيف قتل شقيقان فيها بحادث سير وهما عائدان من المملكة لزيارة والدتهما المتوفية لتدفن الأم وابنيها معاً.

وذهب كمال البعداني إلى إطلاق تسمية طريق العبر بجبهة العبر، لكثرة الضحايا في الطريق، حيث قال إنه لا يمر أسبوع إلا ونسمع عن فاجعة في الطريق. وتساءل عن دور الرئيس ونائبه ورئيس الحكومة والسلطة في مأرب وحملهم مسؤولية الدماء التي تراق على الطريق.

وأضاف البعداني أن سلطة تتعامل مع الخط البري الوحيد الذي يربط البلاد بالخارج بهذه السلبية واللا مبالاه لا شك أنها سلطة لا تستحق الاحترام ولا يعول عليها.. وقال ساخراً: قليلاً من الحياء يا هؤلاء.

الشيخ حسن أبكر تساءل: أين الرئيس والنائب والحكومة ومحافظ مأرب وحضرموت؟ وخاطبهم بقوله: اتقوا الله، وخصصوا جزءا بسيطا من الضرائب والجمارك التي تأخذونها من هؤلاء الضحايا، خصصوا جزءا من صادرات النفط. خصصوا جزءا من الأسماء الوهمية، أو استقطعوا مرتب شهر من مرتبات المجاملة في الداخل والخارج أو مرتب شهر من الأسماء الوهمية أو عائدات شهر من التي يتم خصمها وهبرها على أبطالنا في ميادين الشرف من أجل إصلاح الطريق أو تعبيد طريق جديدة تستوعب تنامي عدد المسافرين وتحمي ممتلكاتهم وأرواحهم.

المهندس صالح النميري، المغترب في السعودية، نشر خريطة للطريق وقال إن طريق الوديعه العبر والعبر شبوة والعبر مأرب والعبر الخشعة، أرض منبسطة جدا ولا توجد فيها عوائق تذكر. وتساءل: ألا تستحق أن تكون طريقا سريعة كونها بوابة اليمن وطريقا دولية؟ مؤكدا أنها لن تكلف الدولة ميزانية باهظة، وإن كلفت فإن الأرواح أغلى، مشيراً إلى أن مصروفات الفنادق وساكنيها سوف تجعل هذه الطريق سريعة.

الدكتور حمود العودي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، قال إن المسؤولية الأولى لأي حكومة هي حماية أرواح وحقوق وأعراض شعبها، وما حدث فى طريق العبر الوديعة مخجل ومؤسف بل ومخزٍ، ولاخير فيكم إن لم تقوموا بمسؤولياتكم تجاه الشعب وحماية أرواحهم من الهلاك بهذا الشكل المعيب.

وحمل الحكومة كامل المسؤولية، وطالب بإصلاح الطريق بشكل عاجل وفق مواصفات حديثة. وقال: لا أعتقد أن الأمر معجزة، خاصة وهناك نفقات لأمراء الحرب ما يكفي لإصلاح آلاف الكيلومترات من طرق الموت التي يعبرها اليمني الهالك بشكل يومي بين المحافظات.

والتزم الصحفي سمير الصلاحي بسفلتة خط العبر بطريق مزدوج بالمواصفات العالمية، شريطة تسليمه منفذ الوديعة لمدة ثلاثة أشهر فقط. وقال: طريق صحراوي لا يحتاج سوى إلى دك وردم والمادة الاسفلتية.. لا جبال ولا صخور ولا أي صعوبات تعيق العمل.

وفي المقابل أعلن المهندس محمود السنمي عن تبرعه مجانا بإجراء الدراسات والتصاميم للطريق.

لا يُذكر طريق العبر والسفر إلى الخارج منذ أربع سنوات إلا ويحضر منفذ الوديعة والفساد الذي يعشعش في المنفذ والحجم المهول للإيرادات التي تجنى من المسافرين عبر المنفذ في حين يعيش المنفذ وضعا مأساويا فيما يخص الخدمات والتسهيلات كذلك.

وتنامت إيرادات منفذ الوديعة بشكل كبير بعد إغلاق بقية المنافذ مع بداية الحرب في البلاد، حيث وصلت الإيرادات العام الماضي 2017، حسب الأرقام المعلنة رسميا إلى 27 مليار ريال، إضافة إلى 23.954.700 ريال سعودي عائدات التربتك.

وعبرت خلال العام الفائت، حسب مدير عام منفذ الوديعة، أكثر من 400 ألف سيارة، إضافة إلى 270 قاطرة نقل تجارية يوميا بعد رفع الجانب السعودي طاقته الاستيعابية من 70 إلى 270 قاطرة.

وقدرت الجهات الرسمية عائدات الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري ب 24 مليار ريال.

ويشهد المنفذ جبايات غير رسمية، وفرض رسوم بشكل غير قانوني بشكل كبير، الأمر الذي حول المنفذ إلى أحد أهم أوكار الفساد والعبث بالمال العام داخل مؤسسات الحكومة الشرعية.

وشهد العامان الماضيان حملات متبادلة بين أطراف داخل الشرعية حول منفذ الوديعة، وظهر اسم القائد العسكري هاشم الأحمر كأحد أبرز النافذين المرتبطين بالمنفذ، في حين تقول معلومات إن هاشم الأحمر هو ذراع الفريق علي محسن الأحمر في مصالح متعددة داخل الجيش وفي منفذ الوديعة.