وزير خارجية إيران التقى يوم أمس في مسقط بممثل الجماعة الحوثية، صياغة الخبر عام لم يخض بالتفاصيل، إلا أن توقيت اللقاء بعد تداعيات قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل قيادات الصف الأول في الحرس الثوري، تضفي على هذا الاجتماع أهمية استثنائية، وصفة تتخطى البحث في السياسة إلى الخوض في الجانب العملياتي، فإيران هددت بالرد على الإسرائيلي، ثم ما لبثت أن ذهبت لتوجه الوكلاء وتبحث معهم حدود الرد وسقفه، ومن سينفذه ومكان وزمان التنفيذ.
في هذا السياق يمكن قراءة لقاء عبداللهيان بكبير مفاوضي الحوثي، وتحميله الرسائل الإيرانية التنفيذية، والأوامر العملياتية للشروع بإعداد وتجهيز حيثيات الرد نيابة عن طهران.
ما لا تدركه سلطة صنعاء أن شعار الموت للإسرائيلي شيء صالح للاستهلاك السياسي التعبوي الداخلي، أما تنفيذه بتوصية إيرانية شيء مختلف، له تبعات مدمرة على ما بقي للميلشيات المسلحة من قوة، حيث إن ردود الكيان غير منضبطة، وهي خارج مراعاة القانون الدولي، وتذهب بالانتقام بعيداً حد تصفية إلى جانب معاقل القوة المسلحة الحوثية، قيادات الصف الأول ورموزهم السياسية المذهبية، وتدمير كل البنى التحتية العسكرية وربما المدنية.
إذا كانت إسرائيل وهي قطعاً كيان احتلالي غاصب، لم تضع في ميزان حساباتها إيران، بما هي عليه من قوة إقليمية ويد صاروخية طولى تغطي كل الداخل الإسرائيلي، وأطلقت طيرانها لتعقب وتصفية كبار قادة الحرس الثوري، فإنها بالمثل لن تتدارس أو تقف مطولاً أمام جماعة الحوثي، ولن تفكر مرتين وهي تقرر تصفية عبدالملك الحوثي وأتباعه، وللموساد قدرة فائقة على رصد وجمع المعلومات وتحديد أماكن الرؤوس المستهدفة.
قواعد اشتباك الإسرائيلي تختلف عن الأمريكي، مقياس الثاني مقيد بتقديرات المستوى السياسي، في ما الإسرائيلي مطلق التصرفات والحركة، ويؤمن بقوة ردع استباقية وبالأرض المحروقة.
إيران تدرك ذلك، وبالتالي اليمن مرشحة أن تكون رأس حربة الرد الانتقامي، في ما تصفية عبد الملك وزمرته هو رد فعل الإسرائيلي وفاتورة السداد نيابة عن الإيراني.
من صفحة الكاتب على إكس