تصعيد وهجمات متقطعة.. ذراع إيران تحاول ابتزاز المجتمع الدولي
السياسية - Wednesday 26 July 2023 الساعة 07:52 pm
قالت مصادر عسكرية، إن الهجمات المتقطعة التي تشنها ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، على جبهات مأرب والضالع ولحج وشبوة، باستخدام الطائرات المسيرة والقذائف المدفعية، بأنها بمثابة اختبار لقدرات القوات المناوئة لها في تلك المناطق.
وتعتقد المصادر أن الميليشيات تسعى لتحويل الاختراقات العسكرية إلى حالة مستدامة يمكن أن يتغاضى عنها المجتمع الدولي والإقليم في سبيل الحيلولة دون انهيار الهدنة الهشة بشكل كامل.
وكثّف الحوثيون هجماتهم في الأيام الماضية على جبهات تعز والضالع، حيث قالت مصادر عسكرية، إن الحوثيين شنوا هجوما على جبهات مقبنة والضباب غربي مدينة تعز، بالتوازي مع هجمات مماثلة على جبهات محافظة الضالع الجنوبية.
واعتبر الباحث العسكري اليمني العقيد وضاح العوبلي، استعراض الحوثي للقوة والخطابات المشحونة بالتصعيد والتهديد، التي يدلي بها قادتهم، في هذا التوقيت تحديدا هدفه لفت أنظار المجتمع الدولي إلى ضرورة الاستجابة لمطالب الحوثيين التعجيزية التي كانت سببا في توقف عملية التفاوض بينهم وبين السعودية وبعض الأطراف الإقليمية والدولية برعاية وإشراف عمانيَّيْن.
والعوبلي، في تصريح لجريدة العرب، أشار إلى أن الحوثيين يعتقدون أن خطاب القوة والتلويح بها يمثل ورقة رابحة في أيديهم لابتزاز المجتمع الدولي الذي يضغط بقوة لإيقاف الحرب في اليمن، وفقا للمزاج الدولي الذي يعزز هذا التوجه. وهو ما يجعل الحوثيين يعتقدون أنهم بمعاكستهم وتوجههم المضاد لهذا المزاج قد يتمكنون من انتزاع بعض المكاسب، وعلى المستوى الداخلي يعتقدون أن هذا الخطاب كاف لإسكات أفراد الشعب الذين تعالت أصواتهم مطالبة بضرورة انعكاس إيجابيات الهدنة على وضع المواطنين المعيشي والخدماتي.
ويترافق التصعيد الحوثي مع تعثر واضح خلال الفترة الماضية للتحركات الدولية وخصوصا تلك التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، بالإضافة إلى توقف جهود الوساطة العمانية، في ظل مؤشرات على إمكانية استئناف اللقاءات المباشرة بين مسؤولين سعوديين وقيادات حوثية في مسقط ضمن جهود إحياء المسار السياسي والتوقيع على اتفاق هدنة عسكرية واقتصادية بين الحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية.
ونقلت الجريدة عن مصادر دبلوماسية، أن الشعور بخيبة الأمل يخيم على أوساط المجتمع الدولي حيال التعنت الحوثي وإصرار الجماعة المدعومة من إيران على توسيع قائمة الشروط التعجيزية، في الوقت الذي بات فيه الوسطاء الدوليون مقتنعين بأن خيار ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة الشرعية لتقديم تنازلات جديدة لن يفضى إلا إلى رفع الحوثيين لسقف مطالبهم.